يُعدّ أبو الأسود الدؤلي (ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل) أول من وضع قواعد اللغة العربية وأسسها بشكل منهجي. كان أبو الأسود من أصحاب الرأي العلوي، وقد وضع قواعد النحو بناءً على طلب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وقد جاء هذا الاهتمام بوضع قواعد اللغة العربية نتيجة لانتشار اللحن والخطأ في قواعدها بسبب اختلاط العرب مع غيرهم.
وفقًا للروايات التاريخية، فإن أبو الأسود الدؤلي هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول به وحروف الجر والمضاف والرفع والنصب والجر. وقد زعم بعض المؤرخين أن عبد الرحمن بن هرمز الأعرج أو نصر بن عاصم هما أول من وضع النحو، لكن هذه الروايات غير صحيحة، حيث أن جميع الروايات تستشهد بأبي الأسود الدؤلي كأول واضع لقواعد اللغة العربية.
هناك رواية أخرى تشير إلى أن أعرابيًا قدم إلى المدينة المنورة في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وقرأ سورة "التوبة" بشكل خاطئ، مما أدى إلى إثارة الجدل حول قراءة الآية "أنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ". هذا الحادث دفع عمر رضي الله عنه إلى أمر ألا يُقرئ القرآن إلا عالم باللغة، ومن ثم أمر أبو الأسود الدؤلي بوضع النحو.
أما سبب تسمية النحو بهذا الاسم، فهو يعود إلى تعليق الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على عمل أبو الأسود الدؤلي، حيث كان يقول له: "ما أحسن هذا النحو الذي نحوْتَ!"، فسميت قواعد اللغة العربية بالنحو تكريمًا للإمام علي رضي الله عنه.
بهذا، نرى أن أبو الأسود الدؤلي هو واضع قواعد اللغة العربية، وقد ساهم عمله في حفظ اللغة العربية وتطويرها، مما جعلها لغة حية حتى يومنا هذا.
