يتطلب التعامل الناجح مع المشاكل الصحية وغيرها الاعتماد على منهج علمي محكم ومرتب؛ وهذا الكتاب يستعرض الخطوات العملية لهذه العملية. أول خطوة هي "تحديد المشكلة" - وهو العمود الفقري لكل تحقيق علمي. هنا, يتم جمع البيانات والأدلة المتاحة باستخدام طرق متنوعة كالأسئلة المقاسة كمياً والتي تقدر الزمان والمكان ومدى تكرار الحدث.
بعد فهم واضح للمشكلة, تأتي مرحلة "تشكيل الفرضية". تتضمن هذه الخطوة تخمين محتمل للحل بناءً على المعرفة الأولية. يجب أن تكون هذه الفرضية قادرة على التحقق والتطبيق المباشر, ومكتوبة بنموذج منطقي مثل 'إذا حدث X, فإن Y سوف يحدث'.
لا يشير تقديم فرضية إلى أنها حقيقة مؤكدة; لذلك, يأتي دور "اختبار الفرضية". خلال التجارب, ينبغي الحرص على الحيادية والعدالة واستخدام نماذج تمثيلية كبيرة لإمكانية التعميم والإستنتاجات الدقيقة. أيضا, وقت كافٍ ينفق في جمع المعلومات وتحليل البيانات أمر بالغ الأهمية.
"تحليل البيانات" هو الجزء التالي. حتى ولو لم تؤكد التجربة فروضتنا, فهي مصدر جيد للفكر الإبداعي نحو تشكيل فرضية جديدة. كما قال المخترع الشهير توماس إديسون, "أنا لم أخفق ألف مرة ولكن بدأت في اكتشاف ١٠٠٠٤ حالات مختلفة لم تكن ستنجح!"
وأخيراً وليس آخراً, هناك أهمية "لتوصيل النتائج". نشر العائدات المكتسبة أمام أهل الاختصاص يساهم في تعميق فهم تحديات مضت وساهمت في حل مشاكل واتجاه جهود استكمال العمل.
في مثال عملي بسيط لحل مشكلة صحية بمنهج علمي: تخيل غياب فعالية محمصة كهربائية في طهي الخبز رغم التشغيل الطبيعي لها. ذات النهج العلمي يمكن تطبيقه هنا من خلال تحديد المشكلة ("التسخين الغير فعال"), ثم تشكيل فرضية (مثل احتمال تلف موصل الطاقة), وتأكيد تلك الفرضية بالتغيير المؤقت للقابس الكهربائي المرتبط بها, وأخيراً تحليل رد فعل الجهاز عند إعادة تجارب التصحيح. إذا نجحت، فهذا يدعم قوة الفرضية الأولى. أما لو رفض الجهاز الاستجابة مجدداً, فالفرضية الأصلية ربما بحاجة لتعديلات وتوسيع مجال النظر إلي عوامل أخرى محتملة كامنة خلف الأعطال غير المرئية مباشرة. مشاركة هذه التفاصيل مع مختصي الصيانة الإلكترونية قد تساعد أيضاً في الأفكار الجديدة الأكثر قدرة على التأثير مستقبلاً. إنها رحلة داخل عالم البحث العقلاني!