محو الأمية هو عملية تنمية القدرة على القراءة والكتابة، والقدرة على التواصل باللغة باستخدام العلامات أو الرموز المطبوعة أو الإلكترونية. يرتبط مفهوم محو الأمية ارتباطًا وثيقًا بالتقدم الحضاري، حيث يعتبر مهارة أساسية تساهم في تطوير المجتمعات. ومع ذلك، هناك وجهة نظر أخرى ترى في محو الأمية ظاهرة أيدولوجية تتغير باختلاف الأوضاع الاجتماعية.

أهمية محو الأمية واضحة في العديد من الجوانب. فالفرد الذي يفتقر إلى مهارات القراءة والكتابة يواجه صعوبات في مختلف مراحل حياته. على سبيل المثال، قد يواجه صعوبة في النجاح في المدرسة، أو الحصول على فرص عمل، أو حتى دعم أسرته بشكل فعال. بالإضافة إلى ذلك، فإن ارتفاع نسبة الأمية يمكن أن يؤثر سلبًا على القدرة التنافسية الاقتصادية للبلدان، كما هو الحال في بريطانيا حيث يكلف دافعي الضرائب حوالي 2.5 مليار جنيه إسترليني كل عام.

مهارات القراءة والكتابة تمكن الأفراد من المشاركة الكاملة في المجتمع، وتساهم في تحسين سبل معيشتهم. فهي تتيح لهم قراءة المجلات والصحف، وفهم علامات الطرق، وتسعيرة المنتجات في الأسواق، وفهم جداول الحافلات والقطارات، وملء الاستمارات. هذه المهارات هي أيضًا محرك لتحقيق التنمية المستدامة من خلال زيادة المشاركة في سوق العمل، وتحسين صحة الطفل والأسرة والتغذية، وتقليل الفقر، وتوسيع فرص الحياة.

تلعب اليونسكو دورًا رائدًا في الجهود المبذولة في مجال محو الأمية على الصعيد العالمي منذ عام 1946. تهدف اليونسكو إلى توفير حق تعلّم القراءة والكتابة للجميع باعتباره جزءًا لا يتجزأ من الحق في التعليم. ومع ذلك، لا يزال هناك ما لا يقل عن 750 مليون شخص حول العالم من الشباب والكبار غير قادرين على القراءة والكتابة، بالإضافة إلى 250 مليون طفل غير قادرين على اكتساب مهارات القراءة والكتابة الأساسية.

لتعزيز محو الأمية في جميع أنحاء العالم، تتخذ اليونسكو نهجًا متعدد الأوجه يركز على الشباب والكبار. تشمل هذه النهج بناء أسس قوية من خلال الرعاية والتعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، وتوفير التعليم الأساسي الجيد لجميع الأطفال، وتوسيع مستويات محو الأمية الوظيفية للشباب والكبار الذين يفتقرون إلى مهارات القراءة والكتابة الأساسية، وتطوير البيئات التعليمية.

في الختام، يعد مفهوم محو الأمية أمرًا بالغ الأهمية للتنمية المستدامة، ويجب أن تظل جهود تعزيزه أولوية عالمية لضمان مستقبل أفضل للجميع.