تحتل مدينة القدس مكانة فريدة ومعقدة في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، وهي تمثل محورًا رئيسيًا للصراعات السياسية والدينية التي أثرت بشدة على المنطقة منذ عقود طويلة وحتى يومنا هذا. تتمتع هذه المدينة بموقع استراتيجي هام كونها الرابط بين الشمال والجنوب والشرق والغرب، وقد كانت مركزاً دينياً وثقافياً وأثرياً عبر العصور المختلفة. لذلك فإن أهميتها تتخطى حدود الجغرافيا لتصل إلى العمق التاريخي والتراث الإنساني المشترك.
أولاً، تُعتبر القدس رمزاً مقدساً للدين الإسلامي؛ فهي تحتضن المسجد الأقصى المبارك وباحاته الواسعة التي تعد ثالث أقدس المواقع بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة بالنسبة للمسلمين حول العالم. كما أنها موطن كنيسة القيامة، والتي تعتبر مقدسة لدى المسيحيين أيضاً لما تحويه من معالم مرتبطة بالحياة والموت يسوع الناصري حسب العقيدة النصرانية. بالإضافة إلى ذلك، تضم المدينة العديد من المعابد والمعابد اليهودية الأخرى مثل حائط البراق (أو ما يعرف بحائط المبكى). إن الجمع بين هذه المقدسات الدينية يعكس تنوع الثقافات وتعدد الطوائف البشرية التي تسعى جميعها للحصول على اعتراف بالقرب منها الروحي والمعنوي لهذه الأرض الزاخرة بالتاريخ والحكايات القديمة.
ثانياً، تحمل القدس قيمة سياسية بالغة التأثير بسبب دورها الاستراتيجي كعاصمة محتملة لفلسطين وإسرائيل بشكل متوازٍ ضمن حل الدولتين المتفق عليه دولياً لمشكلة التقسيم الإقليمي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام ١٩٤٧. فمنذ ذلك الحين حتى الآن، يشكل مصير المدينة المحور الرئيسي لأي مفاوضات سلام يمكن تحقيقها بين الجانبين العربي والإسرائيلي. إذ يرى الفلسطينيون تشكيل دولة مستقلة عاصمتها الشرعية هي القدس الشرقية، بينما يدعم المجتمع الدولي الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في إقامة دولتته المستقبلية ذات السيادة الداخلية والخارجية بما فيها العاصمة المقترحة. وفي المقابل، يصرح الإسرائيليون بأنَْ "تل أبيب" فقط ستكون العاصمة الموحدة لدولة إسرائيل وفق رؤيتهم وحديثتهم للأحداث الجارية حالياً بشأن ملف التسوية النهائية لحالة الاحتلال القائمة هناك لسنة ١٩٦٧ وما تلاها لاحقاً.
إن موقع القدس المركزي جغرافياً ودينياً جعل منه منطقة ساخنة للاستقطاب العنيف عبر القرون الفارسية والعربية والفينيقية والرومانية والأيوبية والمغولية وغيرها الكثير مما ترك آثارا معماريَّة وفنية وفكرية وفلسفية وسياسات حكم متنوعة تعكس اهتماماتها الخاصة بكل حضارة مرت عليها عبر مسار زمني طويل نسبيًا بالمقارنة بسائر مدن أخرى قديمة وحالية تمتلك نفس القدر من الأهمية العالمية. وهذه التنوعات المادية والثقافية غالبًا ما تكون محل خلاف ونقاط توتر مستمرة رغم محاولة بعض المؤرخين السياسيين تقديم تفسيرات مختلفة لمعرفة سبب اختلاف وجهات النظر تلك ولماذا ترتكز معظم قرارات الوضع السياسي الحالي على اعتبار المدينة جزء ثابت ومستقر نسبياً مقارنة بتغيرات الحدود والسكان الطبيعية المصاحبة لعمران الإنسان نفسه وظروف الحياة البدائية الأولى للإنسانية جمعاء قبل الثورات الصناعية الحديثة.
بالإضافة لما سبق ذكره آنفاُ، فقد أسهم الانتماء الغربي الأوروبي للعقلانيين التنويريين القدامى ومن جاءوا بعدهم بنظريات فلسفية جديدة تناولت ظاهرة وجود المدن المقدسة عموما وليس القدس بغض النظر لها ارتباطيتها بالإنجيلجية والنصرانية تحديدا . فعلى سبيل المثال ، يُعدّ عالم الاجتماع الفرنسي اِميل دوركايم نموذجيّا لمن دعا لإعادة تعريف ماهية الدين بناء علي أساسه اجتماعي اجتماعي اجتماعي واجتماعي أكثر اتساعا يشمل كافة جوانبه بدءآ بدور المؤسسات التعليمية التربوية وانتهاء بالأديان الرسمية نفسها وكيف تؤثر كل واحدة منهم داخل نطاق نفوذها الخاص بدون تدخل الخارج باستثناء حالة الحرب الضرورية الدفاع عنها ضد المعتدين خارجيون وطفيلييون . ولكن يبقى الجانبان العربيان العربيان العربيان العربيا وعربي عربي عربي عربي عربي عربي عربيا هكذا هنا من خلال مراعاة السياقات الاجتماعية للتقاليد المحلية تراث ثقافي عاش معه الناس قرونا عددا غير محدود سواء كانوا نواميس شعائر دينية أو قوانيين تنظيم حياة فرد واحد فالاستقرار الداخلي ضروري لبقاء الأمم واستمرار نهضة الأمجاد بتاريخ مضياف يجسد واقع مرئي بانوراما الماضي البعيد والقريب المترابط فالأهل سكان القدس هم الذين يحفظونه ويحافظون علية ويتوارثوه جيلا يلي آخر.
وفي الآونة الأخيرة شهدت قضية الحكم المدني للقدس نقاشاً واسعاً عقب احتلال الجزء الغربي لها سنة 1948 ثم يأتي ضم باقي قسمها الآخر تابعتها مباشرة بإعلان مجلس الأمن رقم ٢٤٢ والذي دعوة فيه إلي انسحاب الجيش الاسرائيلي نهائيا مقابل حق تقرير الشعوب لوحدتها التامة بلا تدخل خارجية مهما كان نوعيتها، الأمر الذي رفضت حكومة تل أبيب قبول توصيات القرار سالفة الذكر معتبرة ايهام المجالس الدولية بذلك بأنه عمل تخريبي بامتياز حيث أنها ترغب بتوسيع رقعة الاستيطان الجاري بالفعل الآن عند مشارف البلدات العربية الصغيرة المحيطة بكافة الاتجاهات مما يستحث السكان البيزنطيين للتحرك نحو مناطق أقرب إليها خوفا عليهم وعلى ممتلكاتهم الشخصية نتيجة كثرة الاعتداءات اليومية عليهم وقتلهم بصمت مطبق . وتزداد شدة اشتعال النار عندما ينظم شباب فلسطيني مظاهرات وسلاسل بشرية ترفع شعار الجمهورية الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة الموحدة