يتمثل العصف الذهني في نهج إستراتيجي لتوليد الأفكار وتشجيع الحلول الابتكارية لمشكلة ما. وهو عملية تستخدمها الفرق والمجموعات الفردية لفتح نطاق واسع من الخيارات قبل اتخاذ قرار نهائي. يتميز هذا الأسلوب بالتركيز على الجوانب الإيجابية للأفكار المقترحة وعدم الانتقاد خلال مرحلة التوليد الأولى للفرديات.
في جوهر العملية، يهدف العصف الذهني إلى خلق بيئة تشجع الحرية والإبداع دون قيود قد تفرضها القواعد الاجتماعية أو القوالب النمطية. يمكن تنفيذه بطرق مختلفة ولكن بعض الخطوات الأساسية تتضمن جمع مجموعة متنوعة من الأشخاص ذوي المهارات والمعرفة المختلفة؛ تحديد المشكلة بوضوح؛ وضع قاعدة "لا نقد"؛ دعوة الجميع للمشاركة بعدد غير محدود من الأفكار؛ وتسجيل جميع الأفكار بغض النظر عن مدى غرابتها أو احتماليتها الظاهرة.
بعد فترة من توليد الأفكار، يأتي دور التحليل والتقييم والنقد البنّاء. هنا يتم التعامل مع كل فكرة بناءً على جدارتها ومدى ملاءمتها للوصول إلى الهدف النهائي. وبالتالي فإن هدف العصف الذهني ليس فقط كم الأفكار التي تولد بل أيضاً نوع هذه الأفكار وكيف يمكن تطويرها وتحسينها.
هذه التقنية ليست محصورة بمجال معين وقد استخدمت بشكل فعال في مجالات مثل الأعمال التجارية، التعليم، الفنون، الصحة وغيرها. فهي تساعد في توسيع آفاق التفكير وتقديم وجهات نظر جديدة ربما كانت مخفية تحت ركام الروتين اليومي والثبات العقلي. بالتالي، يعد فهم واستخدام العصف الذهني مهارة أساسية لكل شخص يسعى للإبداع والحلول الفريدة لأي تحدٍ يواجهه.