تعكس اللغة العربية تاريخًا غنيًا وعريقًا، فهي ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي امتداد لتراث حضاري يعود جذوره إلى النبوءات الأولى. تعتبر اللغة العربية لغة الأنبياء، وقد ذكر القرآن بأن الله علّم آدم أساسيات اللغة قبل نزول الوحي. كانت هذه اللغة سلاح العرب في حروب صمود ضد الزمن وضد هجومات الغزو اللغوي المتكررة.
إن ما يجعلنا نحب اللغة العربية هو ارتباطها الوثيق بتعاليم الدين الإسلامي. إنها لغة القرآن الكريم، المصدر الروحي الرئيسي للإسلام. بالإضافة إلى ذلك، تعد السنة النبوية، التي تحمل تعاليم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، مكتوبة أيضًا باللغة العربية مما يوحد الجماهير الإسلامية حول العالم.
وعلى المستوى الثقافي والفكري، تحتل اللغة العربية مكانتها الخاصة. إنها واحدة من أقدم اللغات الحية والتي احتفظت بشكل كبير بمفرداتها وبنيتها الأصلية عبر القرون. بينما اندثرت العديد من اللغات القديمة، ظلت اللغة العربية ثابتة ومتجددة باستمرار. وهذا يدل على مرونة وقوة النظام اللغوي العربي الذي يمكنه التعامل مع مختلف جوانب الحياة الحديثة.
دور اللغة العربية ليس فقط مهم للأمة العربية ولكن لكل البشرية جمعاء. حملة الدفاع عن هذه اللغة ليست دفاعًا عن ثقافة محلية فحسب، بل عن تراث عالمي مهدد بالإندثار بسبب العولمة. يقول طه حسين ذات مرة: "العروبة ليست قضية خاصة بالعرب وحدهم، بل هي قضية كل الشعوب الناطقة بالعربية".
وفي النهاية، يبقى الواجب الأخلاقي نحو اللغة العربية كشرط أساسي للحفاظ عليها ومنعها من الضياع. يحذر الأدباء مثل أحمد Shawqi من خطورة الانفصال عن لغتنا الأم: "إذا انفصل الإنسان عن لغته الأصلية أصبح كالطفل لا يعرف أبويه". لذلك يجب علينا جميعاً العمل سوياً لحماية اللغة العربية ونشر جمالها وفوائدها للجيل القادم.