يعد قبر الزير سالم واحدًا من أشهر المواقع الأثرية المرتبطة بالتراث الشعبي العربي والشعر الجاهلي. يُعتقد أنه مقبرة الشاعر والفارس القديم "الزير سالم بن ربيعة"، أحد الشخصيات البارزة التي ورد ذكرها في الشعر والأدب العربي منذ القدم. ويشكل القبر رمزاً للتاريخ الغني للجزيرة العربية وتقاليد الفروسية والشجاعة لدى العرب قبل الإسلام.
ويقع هذا الموقع الأثري بالقرب من مدينة الرقة بسوريا، تحديداً في محافظة دير الزور. وعلى الرغم من عدم وجود تأكيدات تاريخية مؤكدة حول مكان تواجد هذا المكان بالضبط، إلا أنها تعتبر منطقة ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأهل المنطقة وللمؤرخين المهتمين بتاريخ الجزيرة العربية وعصور ما قبل الإسلام. ويتميز القبر بتصميم معماري بسيط ولكن ذو معنى عميق، مما يجذب العديد من زوار المتاحف والسائحين الذين يرغبون برؤية جزء من تراث شعوب الشرق القديم.
وقد خضع القبر لعددٍ من الدراسات الأركيولوجية والدراسات الأكاديمية خلال القرن الماضي لإلقاء الضوء أكثر على تفاصيل الحياة اليومية والثقافة العربية آنذاك، بالإضافة إلى دوره كرمز للشرف والقوة بين قبائل تلك الفترة. ويُعتبر قبر الزير سالم مصدر إلهام للقراء والمبدعين حتى يومنا الحالي؛ فقد استوحى منه الأدباء قصائد وأعمال أدبية تعكس عظمة ذلك المجتمع وكرم صفاته الأخلاقية وحكايات بطولته وجرأته العظيمة. إنه ليس مجرد نصب تذكاري للملك السابق فحسب، بل هو شهادة حيّة لفترة غنية ومتنوعة كانت مليئة بالأحداث المشوقة والجوانب الإنسانية المؤثرة للغاية والتي تستحق الاحترام والتقدير عبر الحقب المختلفة.