الفوسفين، المعروف أيضًا باسم فوسفيد الهيدروجين، هو غاز سام وعديم اللون قابل للاشتعال بشدة. يتمتع بروائح قوية تشبه رائحة الثوم، مما يجعله مميزًا بشكل واضح ولكنه أيضًا مصدر خطر كبير بسبب سمّيته العالية. تركيبته الكيميائية مشابهة لأمونيا NH₃، ولكن بخلاف الأمونيا فهو مذيب أضعف ولا يذوب جيدًا في الماء. يمكن تصنيعه عبر مجموعة متنوعة من الطرق بما في ذلك رد فعل الفسفور الأبيض مع قاعدة قوية أو عندما تتفاعل المواد التي تحتوي على فوسفيد مثل فوسفيد الكالسيوم مع الماء.
يتكون الفوسفين عندما ترتبط مجموعات هيدروجين بذرات أخرى داخل الجزيء؛ إذا كانت هذه الذرات من مواد عضوية، يُطلق عليها اسم "مستخلصات الفوسفين". وقد يشكل أيضا مركبات معروفة بمشتقات الفوسفايد إذا كان مرتبطا بالأمينات والمعادن والأيونات الأخرى. وعلى نحو مماثل، فإن الجمع بين الفوسفين وهاليد فلز يؤدي عادة لإنتاج مركبات تعرف باسم مركبات الفوسفينيوم والفوسفانيوم والفوسفاتيين.
بالنسبة للتأثيرات الصحية المرتبطة بالتعرض للفوسفين، فهي خطيرة للغاية ومتنوعة. قد يعاني الأشخاص الذين تعرضوا له من آثار سلبية مختلفة تمتد من الأعراض الحادة للجهاز التنفسي والعصبي والمعدي حتى المضاعفات طويلة المدى مثل تأثير سلبي محتمل على الصحة العامة وكفاءة وظائف الجسم الحيوية كالقدرة التأكسدية للقلب والدورة الدموية والجهاز المناعي.
مع العلم أنه رغم التصنيف القياسي كغاز مسرطن، إلا أنه ليس هناك دلائل علمية واضحة تدعم هذا الادعاء حتى الآن. ومع ذلك، فالآثار قصيرة وطويلة المدى المحتملة لاستنشاق كميات كبيرة منه تستحق اهتمام كل متخصص وصناعي يعمل بالقرب من بيئة تعريض محتمَلة لها.
في حين يستخدم الفوسفين في بعض العمليات الصناعية ومختبرات البحث العلمي نظرا لطبيعتِه الفريدة وتعدد استخدامه، إلّا أنّ مخاطر عمله تظل مرتفعة جدًا خاصة عند وجود محفزات حرارية أو عمليات احتراق. إنه شديد الاشتعال بدرجة عالية واحتمالات الانفجار واردة تمامًا سواء خلال عملية التحضير أو تخزين واستخدام العينات الموجودة بالفعل فيه. لذلك فهو يحتاج دائمًا لممارسات إرشاد السلامة الخاصة أثناء التعامل معه والحفاظ عليه تحت الظروف الضابطة اللازمة لمنع الخسائر الشخصية والاستثمارية الناجمة عنها.
