النمسا، وهي دولة مستقلة ذات موقع استراتيجي يقع في قلب أوروبا الوسطى، لها لسان رسمي واحد وهو اللغة الألمانية. هذه الحقيقة ليست مفاجئة بالنظر إلى التاريخ الطويل للعلاقات الثقافية بين النمسا وألمانيا المجاورة. ومع ذلك، فإن اللغة الألمانية المستخدمة في النمسا تحمل طابعاً خاصاً يعود جذوره إلى القرن العاشر الميلادي عندما بدأت المنطقة التي تشكل حالياً النمسا تحت تأثير الإمبراطورية الرومانية المقدسة.

تُعتبر اللهجة الأوسترايليكية (Austro-Bavarian) أحد أهم أشكال اللغة الألمانية داخل النمسا. تحتوي هذه اللهجة على العديد من القواسم المشتركة مع لهجات بافاريا جنوب ألمانيا ولكن مع سمات فريدة خاصة بها نتيجة للتأثيرات المحلية والتاريخ الغني للمنطقة. يمكن سماع هذا التنوع الواضح للألمانية في بعض المناطق الريفية الصغيرة بالإضافة إلى المدن مثل فيينا - العاصمة الشهيرة - والتي تعد مركز ثقافي وفني حقيقي.

بالإضافة إلى الألمانية، يوجد مجموعة متنوعة أخرى من اللغات الأقل شيوعاً تتحدث بها أقليات صغيرة نسبياً في النمسا بما فيها السلوفينية والكرواتية والمجرية والسلافونية الشرقية وكذلك التركية بسبب وجود مجتمع تركي كبير نسبياً هناك. رغم انخفاض استخدامها مقارنة باللغة الألمانية إلا أنها تعكس تنوع البلاد وتعدد ثقافاتها المتجذرة عميقًا عبر التاريخ الطويل للمدينة وضواحيها.

وفي النهاية، يعد فهم طبيعة العلاقات اللغوية والثقافية للنمسا جزءاً أساسياً لفهم جوهر البلد ومكانته الفريدة ضمن الخريطة الأوروبية المعقدة.