عدد الدول التي لا تفصلها حدود بحرية في العالم

تتناول هذه المقالة موضوعاً جيوجرافياً مثيراً للاهتمام وهو قائمة الدول غير المطلة على البحار والمحيطات. قد يثير هذا النوع من الاستفسارات تساؤلات حول كي

تتناول هذه المقالة موضوعاً جيوجرافياً مثيراً للاهتمام وهو قائمة الدول غير المطلة على البحار والمحيطات. قد يثير هذا النوع من الاستفسارات تساؤلات حول كيفية العيش بدون وجود موانئ طبيعية أو طرق للتجارة عبر المياه الدولية. لكن دعونا نستكشف بعض الحقائق المثيرة حول هذه القضية.

بدايةً، علينا تحديد ما يشكل دول "غير مطلة على البحر". وفقًا للمعايير الجغرافية التقليدية، فإن الدولة تعتبر غير ساحلية عندما ليس لها أي شواطئ مباشرة مع محيط عالمي مثل الأطلسي أو الباسفيكي، ولا حتى مع خليج كبير أو بحيرة كبيرة داخلية مرتبطة بمحيط عام. حاليًا، هناك ثمانية دول رئيسية في العالم تنطبق عليها هذه المعايير: بوتان وتشاد وليختنشتاين وكوت ديفوار ولوكسمبورغ ومالي وسوازيلاند ولواتو.

بوتان، الواقعة بين الهند والصين، هي بلد جبلية ذات تضاريس وعرة تحد منها ثلاث جهات برية فقط. تشاد في وسط أفريقيا وهي غنية بالنفط ولكن معظم أراضيها قاحلة جدًا بسبب البيئة الصحراوية الشديدة. ليختنشتاين الصغيرة جداً والتي تقع بين سويسرا والنمسا ليست سوى مثال آخر للدولة الوعرة جغرافياً. كوت ديفوار (أو ساحل العاج) لديها منافذ نهرية هامة ولكن لا يوجد بها مسطح مائي مفتوح مباشر للبحار العالمية. لوكسمبورغ، رغم كونها عضو مؤسس في الاتحاد الأوروبي ومعروفة بدورها الاقتصادي الكبير، إلا أنها أيضاً تعاني من نفس الظروف الجغرافية. مالي، بلد إفريقي آخر يعزو جزءاً منه إلى صحراء الصحراء الكبرى مما يؤدي إلى محدوديتها فيما يتعلق بالمواقع الساحلية. سوازيلاند، سابقًا إسواتيني، تغطي كل المساحة بين جنوب أفريقيا وموزمبيق بطرق برية حصراً. وأخيراً لاتفيا، إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق، رغم ارتباطها التاريخي مع فنلندا وبحر البلطيق إلا أنها اليوم دولة داخلية تماماً بعد انفصال جمهورية إستونيا عنها.

هذه البلدان الثمانية تقدم نظرة فريدة للعالم خارج النطاق المعتاد للشواطئ والبحيرات الكبرى الداخلية المرتبطة بالأحواض المائية الرئيسية. وعلى الرغم من اختلافاتها، فقد نجحت العديد منها بشكل خاص في تطوير اقتصادات متنوعة تعتمد أقل بكثير على التجارة البحرية مقارنة بنظرائها الذين يستخدمان الشحن الدولي باعتباره أحد أدوات أساسية لإدارة أعمالهم التجارية الخارجية. إنها حقاً قصة أصيلة حول مرونة الحياة الإنسانية والموائمة مع مختلف الانحدارات الطبيعية للأرض.


عاشق العلم

18896 Blog indlæg

Kommentarer