تعتبر الذاكرة أحد أهم جوانب علم النفس التي تشكل أساس فهم سلوكيات الإنسان وقدراته العقلية. هي العملية المعقدة التي تخزن فيها الدماغ التجارب والمعرفة والحوادث وتستعيدها عند الحاجة. يمكن تقسيم الذاكرة إلى عدة أنواع رئيسية تلعب أدواراً مختلفة في حياتنا اليومية.
أولاً، نجد ذاكرة الاسترجاع قصيرة المدى والتي تتضمن معالجة المعلومات مؤقتاً قبل إرسالها إلى الذكريات طويلة الأمد. هذه العملية ضرورية لأداء مهام بسيطة مثل حل المسائل الرياضية البسيطة أو حفظ قائمة تسوق. إذا لم يتم التحويل الفعال للمعلومات إلى ذاكر طويلة المدى خلال ثوانٍ معدودة، فإن هذه المنظومة ستنسى بسرعة ما تم التعامل معه سابقاً.
على الجانب الآخر، تعمل الذكرى طويلة المدى كمخزن للتجارب والمواقف الجوهرية للفرد. هذا النوع من الذاكرة يشمل كل شيء بدأ من الحقائق العامة وحتى اللحظات الشخصية الأكثر دقة مثل ذكريات الطفولة المبكرة. بعض الدراسات تقترح وجود أقسام متعددة داخل الذكرى طويلة المدى، بما في ذلك ذاكرة الإجراءات ("كيف تفعل الأشياء") وذاكرة المعرفة ("أنواع المعرفة").
بالإضافة لذلك، هناك أيضا نوعان فرعيان هامان هما ذاكرة العمل وذاكرة التشبع. ذاكرة العمل تساعد الأفراد على الاحتفاظ بالمعلومات أثناء القيام بمهام أخرى، بينما تعتبر ذاكرة التشبع جزءاً من عملية تعلم اللغة والثقافة الجديدة، حيث يساعد المرء على استيعاب العديد من المفاهيم غير الواضحة أول مرة حتى تصبح واضحة ومفهومة بشكل تدريجي.
في النهاية، إن دراسة الذاكرة ليست مجرد مجال علمي أكاديمي محض؛ إنها مفتاح لفهم كيفية عمل عقولنا وكيف يمكن للعوامل البيولوجية والنفسية أن تؤثر عليها. فهم طبيعة الذاكرة يدعم أيضاً تطوير التدخلات العلاجية للأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الذاكرة مثل فقدان الذاكرة والخرف.
