واحدٌ فقط من الأجرام السماويّة يفتقر إلى الأقمار الطبيعية وهو كوكب عطارد؛ فهو أصغر وأول كوكب في نظام شمسيّنا، ويقع بين الشمس والمريخ. رغم قربه الشديد من النجم الأم، فإن الجاذبية القليلة لكوكب عطارد تعني أنه غير قادرٍ على الاحتفاظ بالأقمار الطبيعية حول مداره. فقد أثبتت الدراسات العلميّة أنّ جاذبيته الضعيفة لا تسمح لها بالاحتفاظ بالمذنبات الصغيرة التي قد تسقط عليه خلال رحلتها عبر الفضاء الخارجي بسبب المسار البيضاوي لمداره وعدم استقرار مدارها الخاص.
على الرغم من ذلك، اكتشف العلماء ثلاثة أجسام ماكرة تدور بالقرب من عطارد والتي تم تصنيفها مؤقتا كمذنبات محتملة. هذه الأجسام هي "2014 SO1"، و"2015 SO5"، و"2019 MO". ومع أنها ليست أقمار كاملة لكوكب عطارد، إلا إنها تشكل مصدرًا للبحث العلمي لفهم خصائص هذا الكوكب الغامض بشكل أفضل.
في عام ٢٠٠٨, قامت وكالة ناسا بإطلاق مهمتها المكلفة بدراسة سطح عطارد والمعروفة باسم مسبار ميركوري سيتي ميشن (MESSENGER). هدفت هذه المهمة إلى تصوير وتحديد طبيعة سطح الكوكب المعتم بالإضافة لتأكيد حالة وجود أي أقمار حوله. بعد جمع البيانات وتحللها بعناية، أكدت نتائج مهمة MESSENGER عدم وجود أقمار دائمة لعطارد حاليًا فيما نعرفه اليوم ضمن حدود فهمنا الحالي لمنطقته المدارية.
وبالتالي، يبقى كوكب عطارد فريدًا بنقاط ضعف جاذبيته مما جعله المكان الوحيد بلا أقمار معروفة حتى الآن في عالمنا الشاسع المرصود جيداً داخل النظام الشمسيّ للأرض!