تُعد مدينة القدس واحدة من أكثر المدن شهرة وتاريخا غنيا في العالم الإسلامي، حيث تحمل بين أحضانها كنوزاً تاريخية ودينية هائلة. يرجع أصل تسميتها إلى القدم، وقد مرت بأسماء متعددة خلال عصور مختلفة. يُعتبر الاسم الأقدم المعروف للقدس هو "شخيم"، وهو ما ورد ذكره في الكتاب المقدس اليهودي. هذا الاسم يعني "المكان المرتفع". ومن ثم، جاءت تسميات أخرى مثل "يورساليم"، التي تعني باللغة العبرية القديمة "مدينة السلام"، والتي كانت معروفة بها منذ فترة حكم الآراميين والفينيقيين القدامى.
في التاريخ الإسلامي، تُعرف القدس باسم "بيت المقدس"، وهي كلمة مشتقة من اللغة العربية وتعني حرفياً "دار/مقصد الفلسطينيين". يأتي هذا اللقب نتيجة لترابط المدينة الوثيق مع شعب فلسطين، الذين كانوا يسكنون المنطقة قبل الفتح الإسلامي لها. بالإضافة إلى ذلك، يشير القرآن الكريم إلى القدس باسم "الأرض المُباركة" و"البراقية"، مما يعكس أهميتها الدينية الهائلة لدى المسلمين.
ومن الجدير بالذكر أنه رغم التقلبات السياسية والتغيرات الثقافية على مر الزمن، ظلت القدس رمزاً للأديان الثلاث الرئيسية - الإسلام والمسيحية واليهودية - وتمثل مكان تجمع للأتباع الروحي لهذه الأديان حول العالم. وبالتالي، فإن كل هذه الأسماء المختلفة تعزز عمق ارتباط القدس بتاريخ البشرية وحاضرها ومستقبلها المتوقع.
