تعتبر الطاقة ركيزة أساسية لنمو المجتمعات وتطور البشرية، وهي موضوع حيوي يشغل الباحثين والمختصين اليوم أكثر من أي وقت مضى. مع استمرار الاعتماد العالمي على الوقود الأحفوري ومخاوفه البيئية المستمرة، يبرز البحث في تطوير وصيانة مصادر طاقة نظيفة ومتجددة كأولوية قصوى. تتضمن هذه المصادر الرياح والشمس والماء والكتلة الحيوية وغيرها الكثير.
مصادر الطاقة الشمسية، مثل الألواح الكهروضوئية وأنظمة التركيز الشمسي، لها دور متزايد بشكل ملحوظ في مجالات الزراعة والصناعة والسكن بسبب كونها منخفضة الصيانة وتمثل حلولا طويلة المدى لتحديات القابلية للنفاذ للوقود التقليدية. بالإضافة إلى ذلك، فإن توليد الكهرباء باستخدام توربينات الرياح - سواء كانت برية أو بحرية - أصبح خياراً عمليا للغاية لكثير من البلدان وذلك بفضل تقنيات جديدة تحسن الكفاءة وتقلل من التأثيرات البيئية لهذه المنشآت الضخمة.
في مجال الهيدروكهربائية، يتم استخراج الطاقة النظيفة باستعمال المياه الجارية عبر محطات كهربية مدعومة بالسدود والأنهار. كما تساهم الطاقات البحرية، بما فيها موجات المحيطات والتيارات المد والجزر، بقدر كبير نحو التنويع الهام لمجموعتنا العالمية من مصادر الطاقة الخضراء. أما بالنسبة للطاقات الحيوانية والنباتية فأصبحت أيضا جزء أصيل من الحل الشامل للمشكلة الطاقوية مستقبلنا بسبب قدرتها على التحكم والتوجيه الدقيق لصياغة سلاسل قيمة جديدة تعتمد عليها اقتصادياً واجتماعيا وبالتالي تعزيز الأمن الغذائي والعمراني أيضاً.
ومع تقدّم العلوم والتكنولوجيات المرتبطة بها، نرى كيف يمكن الجمع بين مختلف أنواع الطاقة المتاحة لتحقيق نظام طاقي ذكي ومتكامل يعمل بكفاءة عالية ويستجيب للحاجة الإنسانية بطريقة فعالة وعلى نحو بيئي آمن. إن الاستعداد الفكري والاستثمار الحالي لبناء بنى تحتية تدعم استخدام وسائل نقل صديقة للبيئة واستخدام المواد الخام المحلية لإنتاج مواد بناء ذات خصائص فصل حرارية ممتازة يعد خطوة مهمة نحو تشكيل مجتمع عالمي قادر على مواجهة تحديات القرن الواحد والعشرين بصورة صحية واقتصادية وسليمة اجتماعيا.
إن فهم ودراسة مفاهيم الطاقة البديلة ليست فقط ضرورية لفهم العالم المعاصر ولكنها تمهد الطريق لرسم مسار جديد لاستدامته حتى بعد قرون مقبلة.