تناولت الدراسات التاريخية والمؤرخون عبر العصور سؤالاً محوريّاً حول أول شخص تحدث باللغة العربية. رغم عدم وجود إجماع قطعي حول هذه المسألة، فإن العديد من الروايات الإسلامية والعربية التقليدية تُشير إلى نبي الله إبراهيم عليه السلام كأحد الأوائل الذين استخدموا اللغة العربية. وفقاً لتلك الروايات، فقد كانت لغة القبائل العربية القديمة قبل ظهور الإسلام مشابهة جداً للغة العربية الفصحى التي نعرفها اليوم.
وعلى الرغم من عدم الدقة الوثيقة فيما يتعلق بالأفراد تحديداً، إلا أنه يُعتقد بأن قبيلة قريش، والتي تنتمي إليها بنو هاشم وأسرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت واحدة من أهم القبائل الناطقة بالعربية في شبه الجزيرة العربية خلال الفترة الجاهلية. لقد لعبت هذه القبيلة دوراً محورياً في نشر وتطور اللغة العربية، خاصة مع انتشار رسالة الإسلام وارتباط ذلك ارتباطاً وثيقاً بتعاليم القرآن الكريم المكتوبة بلغة عربية فصيحة.
في النهاية، يمكن اعتبار اللغة العربية جزءاً لا يتجزأ من الهوية الثقافية والدينية للمسلمين منذ القدم، وهي تعكس عمق تاريخ هذا الشعب الغني والتراث الحضاري الكبير الذي ترك أثره في مختلف جوانب الحياة الإنسانية. وقد شكل استخدامها الواسع النطاق وسيلة مهمة لنشر العلم والمعرفة بين شعوب العالم المختلفة حتى وقتنا الحالي.