تعدّ اللغة الهولندية إحدى أهم اللغات المستخدمة بشكل رئيسي في هولندا وبيلاروسيا ولوكسمبورغ وغيرها من المناطق الناطقة بها حول العالم. تنتمي هذه اللغة إلى فصيلة اللغات الجرمانية الغربية وتُعتبر جزءاً هاماً من الثقافة الأوروبية.
أصل اللغة الهولندية يعود إلى القرن الثامن الميلادي عندما بدأت الألفاظ المتداولة بين سكان الجزء الشمالي من الإمبراطورية الكارولنجية تتخذ شكلها الخاص الذي يُعرف الآن باللغة المنخفضة الوسطى "Middel-Duitsch". مع مرور الوقت، تطورت تلك اللهجة لتكون أساس ما نعرفه اليوم باسم "اللغة الهولندية" التي تحتوي على العديد من المفردات والقواعد المشابهة للغات الألمانية والإنجليزية.
في العصر الحديث، تعدّ اللغة الهولندية وسيلة التواصل الرسمي داخل البلاد الهولندية وكذلك دولة الفلامنكية البلجيكية بالإضافة لإقليم بروكسل الحضرية ضمن اتحاد دول الاتحاد الأوروبي. كما أنها تستخدم كواحدة من وسائل الاتصال الدولية المهمّة خاصة بالنظر لحجم التجارة والاستثمارات القويَّة لهولندا عالمياً والتي جعلتها مركز جذب للأعمال التجارية والثقافية مما زاد من انتشار استخدام نطقه خارج حدود الدولة الأم لها.
من الجدير ذكره أيضًا تأثير اللغة الهولندية على مجالات عدة مثل العلم والفن والأدب العالمي؛ فقد ساهم كتاب وشعراء هولنديون بارزون كثيرون بإثرائها وتحسين صورتها الأدبية والفكرية عبر الزمان. علاوةً على ذلك، فإن بعض المصطلحات الطبيعية والعلمية الحديثة نشأت بالأصل بالحروف اللاتينية ومن ثم دخلت لاحقا للمفردات العامية بعد ترجماتها المختلفة حسب كل مجتمع مستخدم لها حتى أصبحت جزءا أصيلا منها.
ختاماً، تبقى اللغة الهولندية مورداً ثقافياً غنيًا مشتركًا لكل الذين يتواصلون عليها ويتعلمون أسرار جمال ألفاظها ومعاني عباراتها البسيطة ولكن ذات المعنى العميق والتي تعكس جانبًا مميزًا من تراث الشعب الهولندي العريق.