ولد إسحاق نيوتن، عظيم العلماء والفلاسفة البريطانيين، عام ١٦٤٣ في مدينة وولستورب بمقاطعة لينكولنشاير بإنجلترا. رغم وفاة أبيه قبل ولادته ولم يلتحق بالمدرسة إلا متأخراً بسبب مرض والدته، فقد برع نیوتن منذ سن مبكرة جداً في دراسته الذاتية والممارسات العلمية التي كانت أساساً لابتكاراته اللاحقة.

أكمل نيوتن تعليمه الجامعي في جامعة كامبريدج حيث تأثر بشدة بفلسفة ديكارت والرياضيات الهندسية لإيفانز. بعد حصوله على درجة البكالوريوس، ظلّ نيوتن محاضرًا غير رسمي لمدة ثلاث سنوات حتى حصل على شهادة الدكتوراه. بدأ اهتمام نيوتن بالفيزياء عندما ترك الدراسة الأكاديمية خلال تفشي الطاعون في لندن عام ١665–1667 والذي أمضى فيه معظم الوقت في التفكير والتجارب المنفردة. هناك طور نظرياته حول الحركة والقوانين المرتبطة بها والتي نشرها لاحقًا ضمن عمله الشهير "الأصول الرياضية للفلسفة الطبيعية".

كان لأبحاث نيوتن تأثير كبير ودائم ليس فقط على علم الفلك ولكن أيضًا الكيمياء وعلم الجاذبية الأرضية. يُعتبر قانون نيوتن الثاني للحركة أحد أهم القوانين الأساسية لفهم الحركات المختلفة للأجسام تحت تأثير القوى الخارجية. كما أنه وضع أسس نظرية الألوان ونشر كتاب "Opticks"، وهو عمل مفصّل عن الضوء والألوان والإضاءة الانعكاسية. بالإضافة لذلك، استخدم قوانينه لتفسير حركة الكواكب حول الشمس مما أدعى البعض لمقارنته مع أفلاطون وأرسطو كشخصية بارزة في التاريخ الفكري للإنسانية.

وفي نهاية حياته، أصبح ناقدًا شديد اللهجة للثورة المجالية ضد الملك جيمس الثاني وبالتالي تم تكريم انتخاب وليام الثالث وكاثرين من براغانزا ملكيين جديديين للملك المتحدة لبريطانيا العظمى وإيرلندا؛ ثم اختاره البرلمان نائبًا لهيئة العملات المعدنية قبل وفاته بثلاث سنوات. توفي إسحاق نيوتن يوم ٢٠ مارس/ آذار سنة ١۷۲۷ م تاركًا وراءه تراثًا علميًا ثريًا لا زال يشكل إطار عمل العديد من الاكتشافات الحديثة اليوم.