عطارد: أقرب كواكب النظام الشمسي وأكثرها غموضاً

يعدّ عطارد أصغر كواكب مجموعتنا الشمسية ويقع ضمن مجموعة الكواكب الصخرية الداخلية للأنظمة الشمسية الأخرى التي تشمل الزهرة والأرض والمريخ. إنه الأقرب إلى

يعدّ عطارد أصغر كواكب مجموعتنا الشمسية ويقع ضمن مجموعة الكواكب الصخرية الداخلية للأنظمة الشمسية الأخرى التي تشمل الزهرة والأرض والمريخ. إنه الأقرب إلى الشمس بين جميع كواكب نظامنا الشمسي، حيث يبعد عنها بمعدل متوسط قدره حوالي 57,9 مليون كيلومتر فقط. رغم قربه الكبير من شمسنا، فهو ليس الأكثر سخونة بسبب سرعة دورانِه البطيئة نسبياً، والتي تدور خلالها الأرض ثلاث دورات حول مدارها مقابل كل دورة كاملة لعطارد حوله.

رغم صغر حجمه، إلا أنه يحمل العديد من العجائب العلمية المثيرة للاهتمام. سطحه مغطى بسلاسل جبلية مهيبة ومناطق بركانية واسعة ووديان عميقة خلقت نتيجة لتغيرات حرارية هائلة وجاذبية متقلبة. كما أظهرت بعض الدراسات وجود كميات صغيرة من الماء المجمد داخل فوهة واحدة على الأقل من الفوهات القمرية الموجودة فيه، مما يشير إلى احتمال وجود مصادر مائية قديمة تحت سطح هذا الكوكب الغامض.

بالإضافة لذلك، يتميز عطارد بدوره الثابت نحو نفس الاتجاه عندما يدور حول الشمس؛ حيث ينعكس دوره الداكن دائمًا تجاه النجم بينما يبقى وجهُه الآخر مشرقًا باستمرار. هذه الظاهرة تعرف باسم "التزامن الجاذبي"، وهي فريدة لم يحدث لها مثيل سوى بالنسبة لكوكبهما الداخليين الآخرين زحل ونبتون.

وعلى الرغم من المساعي العديدة لإرسال مهمات فضائية لاستكشاف مزيد عن خفايا هذا العالم الرائع، ظلت القدر الأعظم منه مجهولًا حتى اليوم. ومع ذلك، فقد فتح اكتشاف الطريقة الفريدة لدوران عطارد الباب أمام فهم جديد لطبيعة الكواكب الصغيرة وكيف تؤثر عوامل مختلفة مثل الحرارة والجاذبية بشكل عميق على شكلها وسلوكها. وبالتالي فإن البحث مستمر لتحقيق رؤى جديدة واستنتاج المزيد بشأن عوالمنا المعروفة وغير المعروفة كذلك.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات