إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة التي لازالت تشد انتباه العالم حتى يومنا هذا هي حدائق بابل المعلقة. هذه الحديقة الشهيرة ك

تقع مدينة بابل جنوب العراق حالياً، وكانت مركزاً هاماً للحضارة البابلية خلال الألفية الثانية قبل الميلاد. يُعتقد بأن الملك نبوخذنصر الثاني هو من أمر بب

تقع مدينة بابل جنوب العراق حالياً، وكانت مركزاً هاماً للحضارة البابلية خلال الألفية الثانية قبل الميلاد. يُعتقد بأن الملك نبوخذنصر الثاني هو من أمر ببناء الحدائق حوالي العام 575 ق.م كهدية لزوجته الأميصة، التي اشتاقت إلى طبيعة مدينتها الأصلية في جبل الزاغروس الغني بالأشجار والمياه الورقية.

كان بناء حدائق بابل تحدياً هندسياً استثنائياً بسبب الموقع الجغرافي للمدينة الصحراوية المرتفعة فوق نهر الفرات. تم تصميم نظام معقد من القنوات والأقنية تحت الأرض لاستخراج المياه من النهر ورفعها إلى أعلى باستخدام مضخات يدوية وأخرى ميكانيكية تعتمد على الطاقة الحرارية الشمسية. ثم تم ترتيب طبقات متعددة من المساحات الخضراء والجبال الصناعية باستخدام الطوب اللبن والحجر لتوفير المناظر الطبيعية الجميلة والمعاصرة لأهل المدينة الواقعة وسط البيئة الصحراوية القاسية.

كانت الأشجار والنباتات المختلفة مثل أشجار النخيل والصبار تزدهر هنا، مما جعل حدائق بابل واحدة من أكثر المواقع خضرةً وروعةً في ذلك الوقت. بالإضافة إلى جمالها الطبيعي، لعبت هذه الحدائق دوراً رمزياً عميقاً كونها تعبر عن القدرة البشرية على إعادة خلق الطبيعة في أماكن لم يكن بالإمكان تصور وجود الحياة فيها أصلاً.

مع مرور القرون، ضاعت تفاصيل كثيرة حول مصير هذه المنشأة الرائعة بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية عام 539 قمت. لكن ذكرها ظل حيّاً في التاريخ القديم والتقاليد العربية والإسلامية لما حملته من رمز للسحر والقوة الإنسانية للتغيير والاستعداد للتكيف حتى أمام العقبات الجغرافية والعمرانية الأكثر صعوبةً وتحديًا.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات