يُعتبر علم الصرف أحد أهم الفروع النحوية في اللغة العربية، ويهدف إلى دراسة أصوات الكلمة وتغيراتها ضمن المعنى الواحد، وكيفية تأثير هذه التغيرات على معانيها وأشكالها المختلفة. يعود تاريخ هذا العلم إلى العصور الأولى للغة العربية، وقد تطورت نظرياته ومبادئه بشكل كبير منذ ذلك الحين. يركز علماء الصرف على تحليل القواعد التي تحكم تشكيل المفردات وكيف يمكن تعديلها لإنشاء أشكال أخرى تحمل نفس الدلالة والمعنى ولكن بصورة مختلفة.
تتضمن دراسة الصرف البحث عن الأصول الأصلية للأفعال وأسماء الأفعال (الأزمنة) والأحوال وتعريف العلاقات بينها وبين جذور الكلمـات وفروعهــا. كما يشمل أيضًا استكشاف الآليات الصوتية مثل الإعلال والإبدال والتغيير الصوتي خلال عملية بنائها وفق قواعد محددة. بالإضافة لذلك، يتم التركيز بشدة على فهم وظائف الضمائر والكساء والكلمات الوصفية الأخرى ودلالاتها داخل السياقات الجمالية والعلمية والنثرية المتنوعة باللغة العربية.
على مر التاريخ، ساهم العديد من الباحثين القدامى والمحدثين بنظريات وغوامض جديدة حول مفاهيم علم الصرف واستخداماته العملية. ومن بين رواد الحقل الشهيرين سيبويه والخليل بن أحمد الفراهيدي وابن جني وغيرهم الكثير الذين ساعدوا في ترسيخ أسس هذا العلم الغني والمفصل. إن معرفة علوم الصرف تساعد بشكل فعال كل باحث ومعجم لغوي وصاحب كتاب ومتلقي عربي لفهم بنية القصيدة والشعر والثقافة المرتبطتين ارتباطًا وثيقًا بهذا الفرع الرائع من الدراسات الإنسانية.