في عالم تتغير فيه القوى السياسية والاقتصادية باستمرار، يظل تحديد "أقوى" الدولة أمرًا معقدًا ويخضع للتفسير بناءً على المعايير المستخدمة. بينما قد ننظر إلى الأمور العسكرية لتحديد القوة، إلا أن العديد من الجوانب الأخرى مثل الاقتصاد العالمي، التأثير السياسي، ومؤشرات أخرى تلعب أدوار هامة أيضًا. هذه الدراسة ستستعرض عدة دول تعتبر حاليًا ضمن أكثر البلدان تأثيرًا وأثرًا على المسرح العالمي.
الولايات المتحدة الأمريكية: تُعتبر الولايات المتحدة عادة واحدة من الدول الأكثر قوة في العالم بسبب اقتصادها الكبير والقوي، وتواجدها العسكري الواسع النطاق حول العالم، وسيطرتها الثقافية العالمية. اقتصادها الأكبر في العالم يُمكّنها من التحكم بشكل كبير في التجارة الدولية، كما أنها تمتلك أكبر ميزانية دفاع وترسانة نووية متكاملة. بالإضافة لذلك، لها دور رائد في المنظمات الدولية الرئيسية مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي.
الصين: الصين تشهد نموًا سريعًا كأحد الأقطاب الرائدة الجديدة في النظام العالمي. اقتصادها أصبح ثاني أكبر اقتصاد بعد تحقيق معدلات نمو مرتفعة لسنوات عديدة. استثماراتها الضخمة والبنية التحتية المتنامية تعززان نفوذها الاقتصادي. رغم ذلك، فإن تواجدها العسكري خارج حدودها قابل للمناقشة وهو ما يعكس تركيزها حتى الآن على الأمن الداخلي والتوسع الاقتصادي الخارجي. ورغم عدم وجود حضور قوي للصين داخل المؤسسات الدولية التقليدية، فقد بدأت تظهر بصمتها ومركزيتها في محافل جديدة مثل المنتدى الصيني الأفريقي لمبادرة الحزام والطريق.
روسيا: تتمتع روسيا بتاريخ غني بالحروب والحضارات القديمة مما جعلها تحتفظ بمكانة مهمة بين مصافي الدول العظمى. لديها واحدة من أكبر أراضٍ أرضاً وثروات طبيعية بكثافة سكانية أقل نسبياً مقارنة بالعديد من الدول الأخرى مما يعني كثافة جيوش كبيرة نسبيًا لكل مليون مواطن. وقد توسعت فيها القدرات النووية منذ انهيار الاتحاد السوفيتي واستمرت قواتها الخاصة بشن عمليات سرية عبر الحدود للدفاع عن المصالح الإقليمية. لكن العقوبات الغربية الأخيرة أثارت تساؤلات بشأن قدرتها المستقبلية للاستثمار الطويل الأجل في مشاريع وطنية ضخمة لتحقيق النهضة الوطنية التي يسعى إليها بوتين.
إيران: إيران عقدت تحالفاتها الاستراتيجية والمواقع المحورية جغرافياً والتي سمحت لها بتشكيل شبكة واسعة التأثير إقليمياً ودولياً. إن برنامجها النووي هو محور الاهتمام الرئيسي لقوتها الناعمة ولكنه مثار جدال مستمر خاصة فيما يتعلق بنشاطاتها الثانوية المعلنة وغير المعلنة لنشر النفوذ الإقليمي والعسكري. تعد إيران لاعب أساسي لدى الشرق الأوسط لما توفره من دعم سياسي وعسكري لأتباع طهران ومن خلال سياساتها الخارجية العدائية تجاه المملكة العربية السعودية والإسرائيل والإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة جون بايدن.
هذه الدول الأربع تمثل أمثلة واضحة لكيف يمكن النظر للأقوى حسب التركيبة المختلفة للقوة سواء كانت سياسية واقتصادية وعسكرية وفكر ثقافي وفكري وما شابه ذلك من عوامل تأخذ بعين الاعتبار عند تقرير مستوى القوة الانسانية والجغرافية والتاريخية والثقافية والدينية كذلك للجنسيات والشعوب المختلفه حول البسيطة العريضه . ومع مرور الوقت، قد تنظر هذه المقولة بطرق مختلفة ولكن تبقى الرؤية الموجودة هنا مرجع عميق لفهم ماهيه الأقوى حسب منظور عام وقراءة حديثة للساحة العالمية الحديثة اليوم!
