يعد الشعور بالوخز أو "البراغش"، كما يُطلق عليه غالبًا، ظاهرة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص في مختلف مراحل حياتهم. هذا الشعور يمكن أن يحدث في أي جزء من الجسم، ويختلف شدته ومداه حسب السبب الكامن وراءه. سنستعرض هنا مجموعة متنوعة من العوامل التي قد تؤدي إلى شعورك بهذا الوخز بالإضافة إلى بعض الاستراتيجيات لتقليل هذه الأعراض.
أحد أكثر الأسباب شيوعاً للوخز هو الضغط الواقع على الأعصاب، سواء بسبب وضع خاطئ أثناء النوم أو الجلوس، أو حتى نتيجة لبعض الحركات المتكررة ككتابة الكمبيوتر لفترة طويلة. عندما يتم ضغط على عصب معين، فإن الإشارات الكهربائية الطبيعية التي ينقلها الجهاز العصبي المركزي تتداخل، مما يؤدي للشعور بوخز أو تنميل. إذا كانت الحالة مستمرة لأكثر من أسبوع واحد، فمن المستحسن استشارة طبيبك للتأكد من عدم وجود حالة صحية كامنة مثل متلازمة النفق الرسغي.
الفقر الغذائي خاصة بالنحاس والمغنيسيوم وفيتامينات B12 وب6 قد يسبب أيضاً مشاكل عصبيه تشمل الوخز والتنميل. نقص هذين العنصران يمكن أن يؤثر سلبياً على وظيفة الأعصاب بشكل عام. لذلك ينصح بتناول نظام غذائي متوازن يحتوي على الخضروات الورقية الداكنة والفول السوداني والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان الغنية بالمغنيسيوم واللحوم الحمراء والكبد التي تحتوي على كميات عالية من النحاس.
بالإضافة لذلك، الأمراض الطبية مثل مرض باجيت (مرض يتعلق بالعظام) أو التهاب الأعصاب، والذي قد يكون سببه عدوى فيروسية أو داء السكري، قد يساهم في ظهور الوخز حول الجسم. أيضا، حالات الجلد المؤثرة مباشرةً على الطبقات الخارجية للأعصاب مثل الصدفية أو الأكزيما الشديدة قد تضغط على تلك الطبقات الرقيقة وتؤدي لهذه الظاهرة غير المريحة.
في كثيرٍ من الاحيان تكون الاسترخاء والتغيرات البسيطة في نمط الحياة هي الحلول الفعالة لتسكين ووَخْزِ الجسم؛ إذ يساعد أخذ قسط مناسب من الراحة والاستلقاء بطريقة صحيحة واستخدام وسائد داعمة للجسم خلال النوم. كذلك تقنيات التنفس العميق وتمارين الاسترخاء المنتظمة لها دور كبير في الحد من توتر العضلات وتحسين تدفق الدم والأكسجين مما يخفف من حدة الوخز. ولكن دائماً عند اشتداد الأعراض أو طول مدتها، يستحب زيارة محترف الرعاية الصحية للحصول على التشخيص المناسب والعلاج اللازم.