بدأ رحلة اختراع الكمبيوتر بتجارب العلماء والفلاسفة منذ عصر ما قبل الإسلام وحتى القرن الثامن عشر الميلادي. كانت هذه التجربة مبنية على محاولات لصنع آلات بسيطة تقوم بحسابات رياضية معينة، لكنها لم تكن قادرة على أداء عمليات متنوعة مثل الأجهزة الحديثة.
في عام 1642، طور الفرنسي بليز باسكال أول حاسبة ميكانيكية تسمى "Pascaline"، والتي استخدمت لإجراء العمليات الحسابية البسيطة كتلك المستخدمة في الأعمال المالية. بعد ذلك بثلاثة قرون تقريباً، طوّر عالم الرياضيات الإنجليزي تشادويك لوتش ميل جهازاً يُعرف باسم "آلة العد الهيدروليكية" التي يمكنها القيام بمجموعة واسعة من العمليات الرقمية.
مع بداية القرن التاسع عشر وبداية الثورة الصناعية، ظهرت حاجة ملحة لتقليل الوقت والجهد المبذولين في حسابات المصانع. نتيجة لذلك، ابتكر العالم البريطاني تشارلز بابيج وزميله جورج بويل نظاماً مبتكراً يعرف الآن بنظام التحكم الآلي بالورق المطبوع عليه ثقوب - وهو جوهر الفكرة الرئيسية للبرمجيات اليوم.
وفي وقت لاحق، خلال الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي، شهدنا تطورات كبيرة بفضل جهود العديد من العلماء والمخترعين الآخرين مثل جون فون نيومان وألن تورينج وغيرهم ممن ساهموا بشكل كبير في تطوير الحوسبة كما نعرفها اليوم. فقد قدموا تصاميم لأجهزة كمبيوتر أكثر تعقيداً وقدرة على تخزين البيانات ومعالجتها بطرق جديدة تماما.
بهذا الشكل المتعدد الخطوات والتطور التدريجي، توصل البشر إلى إنشاء الجهاز المعقد والمعجز الذي نستخدمه كل يوم والذي اصبح جزء لا يتجزأ من حياتنا اليومية تحت اسم "الحاسوب". إنه شهادة رائعة للتقدم العلمي والثبات العقلي للعقل الإنساني.
