يعدّ نبات السدر، المعروف علميًا باسم Ziziphus spina-christi، أحد النباتات المعمرة التي تنتمي إلى عائلة Rhamnaceae. تُعرف هذه الشجرة المباركة أيضًا باسم النبق أو العوسج، وهي موطنها الأصلي منطقة البحر الأبيض المتوسط وشبه الجزيرة العربية وآسيا الوسطى. تتميز أشجار السدر بفروعها الممتدة وتاجها الكثيف وأوراقها الصغيرة الدائرية والشكل البيضاوي للحزام الأخضر على سطحها السفلي. ثمار هذا النبات صغير الحجم ومستدير، تتراوح ألوانها بين البني والأصفر عند النضوج، ولحمها طري ومذاق حلو بعض الشيء.
للسدر العديد من الفوائد الصحية والطبّية المنفردة، فهو غني بالألياف الغذائية والمواد المضادة للأكسدة وفيتامينات C وA، مما يجعله مكملاً غذائيًا ممتازًا للجسم. بالإضافة إلى ذلك، استخدمت الثمار كعامل طبي منذ القدم لعلاج حالات صحية مختلفة مثل اضطرابات الجهاز الهضمي والإمساك والسعال ونزلات البرد. كما يُستخدم مستخلص لحاء السدر كمُلين ويُعتبر فعالاً في علاج أمراض اللثة والتهاب المهبل لدى النساء. علاوةً على ذلك، تشير الدراسات الحديثة إلى خصائص مضادة للسرطان محتملة بسبب وجود المركبات الفينولية فيه.
كما تجدر الإشارة إلى دور السدر الكبير في الثقافة الإسلامية والتاريخ الإسلامي، حيث يُذكر القرآن الكريم اسم "النبق" ضمن أسماء بعض الأشجار المثمرة (الإنسان). كذلك ورد ذكر شجرته عدة مرات في الحديث الشريف بحسب روايات إسلامية متعددة. وقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه على تناول ثمرته ودعا إليها المسلمين قائلا: "من أراد الجنة فليلزم أمر محمد". وبذلك تأخذ مكانة خاصة ليس فقط لخواصه العلاجية ولكن أيضًا لأثرها الروحي والديني العظيم.