يتكون هيكل جسم الإنسان البالغ بشكل أساسي من مجموعة معقدة ومترابطة من العظام التي تساهم جميعها في عملية الحركة والحفاظ على الشكل وتوفير الدعم للأعضاء الداخلية. وفقًا لدراسات علم التشريح الحديثة، يبلغ عدد العظام لدى الشخص البالغ حوالي ٢٠٦ عظمة موزعة عبر مختلف مناطق الجسم بما فيها الجمجمة والعمود الفقري والأذرع والساقين وغيرها.
يبدأ نمو وزيادة عدد العظام منذ مرحلة الجنين داخل الرحم لتصل إلى ذروتها عند الولادة عندما يحوي الطفل الرضيع ما يقارب ۲۷۰ عظمة. إلا أنه خلال فترة النمو والتطور بعد الميلاد تبدأ هذه العظام الصغيرة بالتلاصق والانحلال مما يؤدي إلى تقليل إجمالي عددها بحلول الوقت الذي يصل فيه الفرد لمرحلة الرشد. يُعتبر هذا الانصهار الطبيعي للعظام جزءاً أساسياً من العملية المتكاملة للنمو والتطور البشرية.
تُعدّ جمجمة الرأس جزءاً حيوياً من بنية الجهاز العضمي إذ تحتوي وحدها علي 22 قطعة عظم مختلفة بما فيها الخدين والعينين والأذنين والتي تحمي المخ وأنسجة الوجه الحساسة. بالإضافة لذلك فإن العمود الفقري يتمثل بدوره في ثلاث وثلاثون فقرة مقسمة بطريقة منظمة تدعم الجزء الأعلى للجسد وتمكن المرء من الوقوف والاستقامة. أما الأطراف فقد تأتي بمجموعتين؛ الأولى تشمل الطرف العلوي والذي يحتوي كلا منهما علی ست وعشرين قطعة حرکانیّة متنوعة الوظائف والثانية تتضمن الأرجل المؤلفة كل واحدة منها مِن ثماني عشرة قطعة تعمل سوياً لتحقيق توازن متحرك أثناء المشي والجري والدوران وممارسة باقي الحركات اليومية المعتادة للإنسان.
وفي الأخير يستحق التنويه هنا بأن لكل عظمة دور محدد ضمن سلسلة متواصلة للحفاظ على انسجام جسم الإنسان وسد حاجاته سواء كانت متعلقة بالحركة أم الاستقرار الداخلي لجسده وأن عليها الاعتماد فيما بينهما وعلى نظام غذائي مناسب لإبقائها قوية بصحة جيدة طوال مراحل حياته المختلفة.
