يعدّ العقل الباطن جزءاً أساسياً ومثيراً للإعجاب من بنيان الشخصية البشرية، وهو ما يُطلق عليه أيضاً "اللاوعي" أو "القلب". يمثل هذا الجزء الغامض من عقلك المكان الذي تخزن فيه الذكريات والأحاسيس والعواطف والمواقف التي ربما نسيتها ولكنها لا تزال تؤثر بشكل عميق على سلوكياتك وأفكارك وتصرفاتك اليومية.
في حين يتمتع العقل الواعي بالقدرة على التركيز على مهمة واحدة في الوقت الحالي، فإن العقل الباطن يعمل باستمرار، حتى عندما تكون مشغولاً بشؤون أخرى. إنه المسؤول عن تشغيل العمليات الفسيولوجية مثل التنفس وضربات القلب وهضم الطعام ودورة النوم والاستيقاظ. كما أنه يخزن كل تجارب حياتك ويتم استخدامه لاسترجاع هذه الذكريات عند الحاجة إليها لاحقًا.
إن فهم كيفية عمل العقل الباطن أمر حيوي لتطوير الذات وتحقيق النمو الشخصي. أولاً، يستقبل العقل الباطن المعلومات عبر الخبرات الحسية والنظرية والمعروفة باسم الإدراك ثم يقوم بتخزينها بطريقة قد تستعيد منها فيما بعد. ثانياً، يلعب دور محوري في بناء معتقدات الأفراد ورؤاهم للحياة ومن هنا يأتي تأثيره الكبير على القرارات والتوجهات المستقبلية للشخص.
بالإضافة لذلك، يمكن للعقل الباطن التأثير بصمت على عادات الصحة الجسدية والعقلية للفرد. إذا كانت هناك أفكار وسلوكيات إيجابية تنبعث منه باستمرار، فمن المتوقع تحسين صحته العامة ومعنوياته النفسية. لذا فإن تطوير مهارات إدارة التفكير والاسترخاء يمكن أن يساهم بكفاءة كبيرة في توجيه طاقة العقل الباطن نحو الأهداف المرغوبة والحفاظ عليها كذلك.
ختاماً، كونك أكثر إدراكاً لما يحدث خلف واجهة وعيك سيكون له انعكاس ايجابي كبيرعلى حياة الإنسان اليومية وعلى سعادته وطاقته الداخلية أيضًا؛ فالوعي بالعقل الباطن خطوة أساسية نحو تحقيق الاستقرار النفسي والصحة الروحية المثلى.
