يُعدّ العالم غنياً بتنوّع ثقافاته ولغاته، وهو ما يعكس تنوعاً بيولوجياً وثقافياً فريداً. وفق آخر الإحصائيات العلمية، فإن عدد اللغات العالمية يبلغ تقريباً 7117 لغة حسب تصنيف اليونسكو لسنة 2022. هذه الأعداد تشير إلى مدى ثراء الإنسانية بالتنوع الثقافي والتاريخي. ومن الجدير بالذكر أن حوالي نصف تلك اللغات مهددة بالانقراض خلال العقود القادمة بسبب التحول نحو استخدام اللغة الأكثر انتشاراً والتي عادة ما تكون هي اللغة الرسمية للدولة أو المنطقة.
تقسم هذه اللغات بشكل أساسي إلى ثلاث فئات رئيسية بناءً على الانتشار والحالة الاجتماعية:
- اللغات الشائعة: وهي التي يستخدمها أكثر من مليون شخص كجزء من حياتهم اليومية. تتضمن معظم اللغات الرسمية لأكبر الدول سكاناً مثل الصينية والإنجليزية والإسبانية وغيرها.
- اللغات الوسطى: تستعمل بين مئات الآلاف وحتى ملايين الأفراد ولكن تأثيرها محدود جغرافياً وغالباً ما ترتبط بمجتمعات محلية صغيرة. الأمثلة تشمل البرتغالية والألمانية والكورية.
- اللغات النادرة والمهددة: وهي أقل شيوعاً وأقل استعمالاً، حيث قد لا يتحدث بها سوى عدد قليل جداً من الأشخاص. كثيراً ما تواجه خطر الانقراض نتيجة للتغيرات الديموغرافية والسوسيو-اقتصادية بالإضافة لحملة العولمة الثقافية التي تسعى لتبني لغة مشتركة عالمياً.
بالإضافة لذلك، هناك مجموعة كبيرة من "اللهجات" المحلية التي تحمل سمات لغوية مشابهة لكنها ليست ذات درجة رسمية كاملة. تعمل هذه اللهجات كروابط مهمة للحفاظ على الهويات الثقافية والمحلية داخل المجتمع الأكبر. ومع ذلك، يناقش الخبراء تعريف وجود متعدد لهذه المصطلحات (لغة مقابل لهجة) مما يؤدي لتفاوت كبير في تقديرات الحجم العام للتصنيف اللغوي العالمي كما ورد آنفا.
بشكل عام، يساهم هذا التنوع الكبير في تعزيز التفاهم الدولي وتعزيز الحوار عبر الحدود الثقافية والجغرافية المختلفة حول العالم. ولكنه أيضا يدعو لتحرك ملحوظ نحو حماية وحفظ التراث اللفظي والثقافي الفريد لكل مجتمع ضمن إطار شامل للمساواة بين الأعراق والشعوب المختلفة عند التعامل مع المسائل الملحة المتعلقة بحياة الإنسان الطبيعية والمعرفية.