أصول الفراعنة: رحلة عبر التاريخ إلى مهد الحضارة المصرية القديمة

تعتبر حضارة مصر الفرعونية إحدى أقدم وأشهر الثقافات التي عرفها العالم القديم. تعود جذور هذه الحضارة العريقة إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد تقريبًا، وت

تعتبر حضارة مصر الفرعونية إحدى أقدم وأشهر الثقافات التي عرفها العالم القديم. تعود جذور هذه الحضارة العريقة إلى الألفية الرابعة قبل الميلاد تقريبًا، وتُعد واحدة من أكثر المجتمعات تطوراً وازدهاراً خلال فترة عصور ما قبل التاريخ. يمتد نطاق التأثير المصري القديم ليغطي جوانب عديدة من الحياة اليومية والفكر البشري والعمران العمراني والنظام السياسي والديني والمعرفي أيضاً.

يعود اسم "فرعون" إلى لقب كان يُطلق على حاكم مملكة مصر السفلى ثم انتقل لاحقاً لتسمية كل حكام البلاد بمختلف فترات تاريخها الطويل. يأتي هذا الاسم من الكلمة المصرية القديمة 'pw3' والتي معناها "دار البيت"، مما يعكس أهمية المركز القوي للحاكم كممثل مباشر للإله رع - إله الشمس عند المصريين الأصليين.

كانت بداية نشأة الدولة الموحدة الحديثة تحت حكم ملك واحد تتمثل بانجلاء المملكة الأولى حوالي عام ٢٩٠٠ ق.م تقريبًا عندما توحّد الملك مينا الجنوب مع الشمال متحدا بذلك بين دولتيه الوادي المتوسط ووادي النيل العلوي والسفلي بشكل نهائي ومؤبد حسب معتقداته الدينية الخاصة آنذاك. وقد أدى ذلك الانسجام الهائل للثقافتين إلى تشكيل كيانات ثقافية متداخلة غنية ومتنوعة للغاية حتى وصلت ذروتها خلال عصر الأسرات منذ القرن الخامس عشر ق .م ولغاية الرابع قبل ميلاد المسيح عليه السلام .

وقد اشتهرت مصر الفرعونية أيضًا بتطور علم الطب لديها واستخدامه للعلاج بالأعشاب والنباتات بالإضافة لممارسات طبية أخرى مبتكرة مثل الجراحة المجهرية وجمع الأعضاء البشرية للدراسة العلمية. كما برزت قدراتهم الهندسية والمعمارية الواضحة في بناء المعابد الأثرية الضخمة مثل أبو الهول والمتحف المفتوح المجهول المصمم خصيصا لاستقبال الأحجار العملاقة التي تم نقلها بطرق ميكانيكية مذهلة عبر المسافة الطويلة وهو الأمر الذي يشهد على قدرتهم الفذة والتخطيط المدروس لهمومهم المستقبلية وعظمة تصورات مخططي تلك الإنجازات الخالدة!

في مجال الدين، اتبع معظم الشعب نظام ديانة تعدد الآلهة والذي كانت فيه الآلهة المختلفة مسؤولة عن مختلف عناصر الطبيعة والحياة العامة للمواطنين؛ إذ كانوا يؤمنون بأن لكل عمل وكل كائنات خلق الله تعالى دور محدد لها داخل منظومة النظام العالمي الإلهي المهيمن عليها جميعا بما فيها بشر الأرض وسكان سماواتها كذلك. ومن ضمن أشهر آلهتهم قابوس ويسب حتب ورع وغيرهنّ. وفي نهاية المطاف، سادت عقيدة وحيدة موحدّة بصورة غير رسمية مع مرور الزمن وهي العقيدة الوحيدانية لله سبحانه وتعالى الواحد الأحد خالق السموات والأرض وما بينهما جل شأنه.. وهذا أحد الأمثلة العديدة التي تثبت مدى مرونة وانفتاح تفكير المصريين تجاه الأفكار الجديدة المختلفة حتى لو اختلفت تمام الاختلاف مقارنة بعقائدهم التقليدية السابقة!

وفي النهاية، فإن فهم طبيعة شعب مصر وكيف شكل وجوده تأثير كبير لدى شعوب العالم الأخرى أمر ضروري لفهم السياقات الثقافية والقانونية التي نعيش بها حاليًا ارتباطاً بتاريخنا المشترك الغني بالعلم والمعرفة الإنسانية المتجددة باستمرار وبفضل جهود أسلافه المتحضرين الذين تركوا لنا تراث فكري عميق وفنون راقية وابتكارات مدنية مثيرة للإعجاب بكل المقاييس!!


عاشق العلم

18896 Blog postovi

Komentari