كانت الإمبراطورة زبيدة بنت جعفر الصادق شخصية بارزة ومؤثرة خلال فترة ازدهار الدولة العباسية. ولدت حوالي العام 754 ميلادية لتكون ابنة لجعفر بن محمد بن علي بن أبي طالب وزوجته ليلى بنت مسلمة الأنصارية. كانت تربيتها غنية بالمعرفة والتقاليد الفكرية والثقافية الغنية التي ترجع إلى عائلتها ذات الأصول الهاشمية والكوفية النبيل.

على الرغم من نشأتها بين حريم الخلافة العباسيين، إلا أنها اشتهرت بشخصيتها القوية والمستقلة. تزوجت زبيدة من هارون الرشيد عام 762 بعد وفاة زوجته الأولى خمارة ابنة يزيد البرمكي. مع تقدم الزمن وأصبحت إمبراطورة، أثبتت زبيدة قدرتها الاستثنائية على إدارة شؤون الحكم جنباً إلى جنب مع زوجها.

إحدى أهم إسهاماتها هي دعم التعليم وتوسيع شبكات الطرق التجارية عبر العالم الإسلامي. قامت بتأسيس العديد من المدارس والمشافي العامة، بما في ذلك مشفى بغداد الشهير الذي استمر العمل فيه حتى القرن الثالث عشر الميلادي. كما شُيد مسجدها الخاص بها بالقرب من سامراء بالعراق كمكان للتجمع الروحي والمعرفي للسكان المحليين والسواح أيضاً.

بالإضافة لذلك، لعبت دور كبير في تشجيع الفنون والأداب تحت مظلة بلاطهما الحافل بالأعمال الأدبية والفلسفية الرائعة والتي تعكس ثروات الثقافة الإسلامية تلك الفترة الزمنية. ومن الجدير بالذكر قصائد الشاعر أبو نواس وابن طباطبا الذين أمضيا وقتا طويلا ضمن محكمة harun al-rasheed وzebida كتقديرا لعلمهما وفنهما الشعري والجوانب الإنسانية الأخرى أيضًا.

في نهاية المطاف، توفيت الامبراطوره زبيده حوالي العام 811 ميلاديه تاركه خلفها تاريخاً مليئاً بالإنجازات والإرث الكبير للتعليم والعطاء الاجتماعي والعلمي الجليل داخل المجتمع الاسلامي آنذاك وفي المستقبل كذلك. إنها مثال حي للمرأة القوية المتعلمة والحازمة التي تستطيع تحقيق مكانة هائلة رغم كونها جزءاً أساسياً لحياة رجال السلطة السياسية حين ذاك.