ولد الشيخ الإمام يحيى حميد الدين في الحيمة بتاريخ 5 ربيع الأول سنة 1286 هجري الموافق لشهر يونيو/ حزيران عام 1869 ميلادي أو 1867 وفق بعض الروايات الأخرى. نشأ وسط بيئة علمية غنية بصنعاء تحت رعاية أبٍ مهتم بتوجيه ابنه نحو تعزيز علومه ومعرفته. بدأ دراسته مبكرًا منذ سن السادسة بفصول دينية متنوعة مثل الفرائض والحديث والفقه وغيرها مما ساهم في ترسيخه كشخصية بارزة حتى بلغ الخامسة والعشرين من عمره وهو محل تقدير لدى النخب الأدبية والعلمية آنذاك.
كان له شيوخ مؤثرون أثروا في مسيرته المعرفية منهم "لطيف الباري محمد بن شاكر" والذي درس عليه حوالي العام 1914ميلادي، وكذلك أحمد بن عبدالله بن محسن القطري والمعروف باسم "الجنداري"، إضافة لعبدالله أحمد المجاهد وعبدالوهاب ابن محمداحمد المجاهد وغيرهما ممن توالى نزوله عليهم دراسات متخصصة.
وعقب توليه الحكم ابتداءً من العام ١٩٠٤ وحتى رحيله المفجع عام ١٩٤٨, لم يبخل بجهد لتحقيق نوع من المصالحة والتآلف المتبادل بين دولة اليمن وجوارها العالمي الدائر حول مدار مظاهر النهضة الحديثة، إذ سعى جاهدا لنشر ثقافته عبر تكليف نخبة المثقفين بالمهام التعليمية والنظرية داخل حدود الدولة خاصة قرى العاصمة القديمة وسائر المناطق الواقعة بالقرب منها.
كما أتبع سياسة التقسيم الادارية الإقليمية واضعا مختار لكل منطقة لمساندتهم ادارياً واجتماعياً ومن ثم تحصين الأمن والاستقرار هناك. برع أيضا بمؤسسة قوات نظامية ابتدأت بفروع صغيرة مستمدة أساساتها أساسيان قبليا وهندسيا تركيا ، ثم توسعت لاحقا لتنظم شراكة اعلاميه فعاله بين الجيش والحكومات المحلية . زادت فعاليات هذا الجهاز بعد اعادة افتتاح مدارس تدريب جنود موجهة لاستيعاب مختلف الكتاب والقادة والخدام الحكوميون بالإضافة لإطلاق مشروع إعادة إنتاج الاسلحه النافعة للبلد والتي سبقت وجود السلطنة العثمانية بسابق مراحل ,وكذلك اتخذ قرار تعويض الخلل الناجم عن انقطاع الخطوط الهاتفية المؤثرة لوصول الاخبار الفورية الى مواقع المهتمين بها سواء كانت تلك الوسائط عبارة عن البرقيات او غيرها من اسلاك التواصل المختلفة والمعدات اللازمة .
وبفضل هذه السياسات فقد حقق نجاحات كبيرة جعلت بلاده واحداً من أكثر البلدان العربية تقدمًا وأستدامة للحالة الامنية وزخم تطوير المؤسسات المدنية والسياسية عليها حتى وقت وفاته بعد اجراء عملية اخيرة لدفع عجلة الرقي الاجتماعي والثقافي لبلاده المباركة.