ظاهرة النينو هي حدث مناخي دوري يحدث عادة في الجزء الاستوائي من المحيط الهادئ. هذا الحدث له آثار كبيرة على أنماط الطقس على مستوى العالم. تتسم هذه الظاهرة بتغيير مؤقت لدوران الماء والمناخ في منطقة مساحتها ١٠ ملايين كيلومتر مربع، تغطي معظم عرض المحيط الهادئ الاستوائي جنوب خط الاستواء.
كيف تحدث ظاهرة النينو؟
عادة ما تنشأ ظاهرة النينو بسبب اختلال توازن الضغط الجوي العالي والمنخفض في منطقة وسط المحيط الهادئ الاستوائية. عندما ترتفع درجة الحرارة السطحية لمياه المحيط شرق بولينيزيا الفرنسية وبيرو والإكوادور، يتم دفع الرياح التجارية المعتدلة نحو الشرق وبالتالي تدفع الطبقات السطحية الأكثر دفئاً للأمام عبر المحيط، مما ينجم عنه ارتفاع غير طبيعي لدرجة حرارة الماء.
هذه الحركة المتغيرة للمياه المتوسطية العمقية تعمل كمصدر رئيسي لتسخين غلاف الأرض الجوي وبالتالي تحديد اتجاه وأنماط الطقس حول العالم. خلال فترة نشاط النينو، قد تواجه بعض البلدان أمطارًا أعلى وقد تعاني مناطق أخرى من الجفاف الشديد والأعاصير والعواصف العنيفة التي يمكن أن تلحق بها خسائر بشرية ومادية هائلة.
التأثير العالمي لظاهرة النينو:
تلعب ظاهرة النينو دوراً محورياً في تشكيل نظامنا البيئي العالمي بطرق مختلفة ومتنوعة:
- التغيرات المناخية المحلية: على سبيل المثال، قد تشهد دول مثل إندونيسيا والصين موسم أمطار أقصر ولكن أكثر كثافة. بينما تسجل الولايات المتحدة الأمريكية وحوض نهر ميكونغ أنماط طقس متناقضة مع فترات مطيرة رطبة وجفاف شديدة لاحقة.
- تأثير الزراعة: يعدّ نقص الأمطار أحد أهم عوامل الخطر المرتبطة بالزراعة أثناء حدوث النينيو والذي يشكل تهديدا كبيرا لإنتاجيات المحاصيل الغذائية الرئيسية عالميًا بما فيها القمح والأرز والفول السوداني وغيرها الكثير والتي تعتبر مصدر رزق أساسي لعدد كبير من سكان العالم.
- صحة الإنسان والبنية التحتية: تعد حالات الإصابة بالإسهال والكوليرا وأمراض أخرى مرتبطة بالمياه ناجمة مباشرة عن تغيير نمط هطول الأمطار الناجمة عن ظروف النينو كما أنها تعرض العديد من بنيتها تحتية العامة كالشبكات الكهربائية والنقل للسدود للخطر بسبب الفيضانات المفاجئة.
وفي الختام، فإن فهم ديناميكيات ظاهرة النينو أمر ضروري لتحسين قدرتنا على الاستعداد والاستجابة بشكل فعال للتغيرات المناخية المتوقعة والحد منها قبل حدوثها. إنها دعوة للاستثمار في البحث العلمي ومعرفة المزيد عن تلك الظاهرة ومعالجة تداعياتها بدرجة أكبر من اليقظة والحذر لحماية مجتمعاتنا وللتكيف مع بيئاتنا الجديدة باستمرار.