السنة الكبيسة، وهي ظاهرة تعود جذورها إلى العصور القديمة، تلعب دورًا حاسمًا في تنظيم التقويم الغريغوري الذي يستخدم عالميًا اليوم. يعود الفضل في ابتكار هذا النظام إلى القديس ديونيسيوس إكسيكسس البابا في القرن السادس الميلادي، ثم تم تعديله لاحقًا بواسطة العالم الإيطالي ألبرتو ميشيلانجيلا عام 1582 ليصبح ما نعرفه الآن بالتقويم الغريغوري.
في كل سنة كبيسة، يتم إضافة يوم واحد إلى شهر فبراير، مما يجعل الشهر يحتوي على 29 يوم بدلاً من 28. سبب هذه الزيادة هو محاولة توحيد الدورة الشمسية مع دورة القمر الكاملة البالغة حوالي 365.2422 يوماً. إن عدم القيام بذلك يمكن أن يؤدي إلى خلل كبير في الأيام المقررة للصوم والحج وغيرها من المناسبات الكنسية المهمة.
تحديد السنوات الكبيسة يحدث بشكل متكرر ولكن بطريقة مدروسة ومخططة. وفقاً للقواعد الحالية للتوقيت الغريغوري، فإن كل سنة قابلة للقسمة بدون باقي على 4 تعتبر سنة كبيسة إلا إذا كانت قابلة للقسمة أيضاً بدون باقي على 100؛ وفي هذه الحالة لن تكون كذلك حتى لو كانت قابِلةً للقسمة بدون باقي على 400. مثال بسيط: عام 2020 كان سنة كبيسة لأنّه قابلٌ للقسمَة بدون باقيٍّ علَى 4 فقط وليس علَى 100 ولا عَلَى 400 أيضًا. بينما العام 2100 سيعود كالسنوات المعتادة بسبب قيامه بالقسمة بدون باقي على كل من 100 و400.
هذه العملية المعقدة قد تبدو غير ضرورية لكن لها أهميتها التاريخية والجغرافية والدينية التي تستحق الدراسة والفهم. فالتزامن بين تقاويم البشر المختلفة عبر الأرض الواحدة أمر مهم للحفاظ على الوئام العالمي وتعزيز التواصل الإنساني.