ابن حزم، الإمام الفاضل علي بن أحمد بن سعيد بن حزم، وُلد في قرطبة الأندلسية في شهر رمضان عام 384 هجريًا. نشأ في بيت جاه وسلطان، وتلقى تعليمه على يد كبار الشيوخ والعلماء في عصره، مما جعله فقيه الإسلام وشيخ العلماء. عاش ابن حزم حياة علمية غنية، حيث درس الفقه والشريعة والحديث والأدب والتاريخ والفلسفة. كان يتميز بطيب الأصل وعلو الهمة، بالإضافة إلى ذكائه الكبير وذاكرته القوية.

كان ابن حزم مستقل الموقف، متزن العاطفة، وضابط انفعالاته وتصرفاته. كما كان صاحب مقدرة استدلالية هائلة ودقة في الملاحظة واستقلال تام في التفكير. رغم ذلك، كان عنيفًا وحاد المزاج. ترك ابن حزم وراءه العديد من المؤلفات والمصنفات، منها ما هو موجود حتى الآن ومنها ما اندثر. من أهم مصنفاته الموجودة: "الإحكام في أصول الأحكام"، "أسماء الصحابة والرواة"، "منظومة في قواعد أصول فقه الظاهريّة"، "التلخيص لوجوه التخليص"، "جمهرة أنساب العرب"، و"ديوان ابن حزم".

بالإضافة إلى ذلك، ترك ابن حزم مصنفات مفقودة مثل "الإظهار لما شنع على الظاهريّة"، "أسماء الله الحُسنى"، "الإملاء في قواعد الفقه"، و"ذكر أوقات الأمراء وأيامهم بالأندلس". كان ابن حزم تلميذًا للفقيهابن عبد البر، وكان له دور بارز في تدريس طلاب العلم، ومنهم الحميدي وعلي بن سعيد العبدري ويعقوب بن علي بن حزم. توفي ابن حزم في شهر شعبان عام 456 هجريًا، تاركًا وراءه إرثًا علميًا غنيًا.