تأثير الأكياس البلاستيكية الضارة على البيئة والإنسان: دراسة متعمقة

تعد المشكلة المتعلقة بالتلوث بالبلاستيك أحد أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه كوكبنا اليوم. تأتي هذه المواد المستعملة بشكل شائع مثل الأكياس البلاستيكية

تعد المشكلة المتعلقة بالتلوث بالبلاستيك أحد أكثر القضايا إلحاحاً التي تواجه كوكبنا اليوم. تأتي هذه المواد المستعملة بشكل شائع مثل الأكياس البلاستيكية مع مجموعة واسعة من الآثار السلبيّة على كل من النظام البيئي وصحة الإنسان. سنستعرض في هذا المقال عمق تأثير الأكياس البلاستيكية على بيئتنا وكيف يمكن لهذه العقبات الصغيرة أن تؤدي إلى عواقب خطيرة للأجيال المقبلة.

الأكياس البلاستيكية قابلة للاستعمال مرة واحدة فقط تقريبًا، مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا للتلوث البيئي بعد الاستخدام. وفقًا لجمعية العلوم الوطنية الأمريكية، يتم إنتاج حوالي تريليون قطعة بلاستيكية جديدة كل عام، حيث يتسبب ما يقرب من نصفها - ويشكل جزء كبير منها الأكياس البلاستيكية - في تدهور الأحوال البيئية خاصة البحرية منها. تُستخدم العديد من الحيوانات البحريّة أيضًا الأكياس البلاستيكية كمصدر للغذاء، وهو الأمر الذي يؤدي غالبًا للوفاة بسبب الاختناق أو الجوع أو الإصابة الداخلية عندما تحاول هضم تلك المواد غير الصالحة للأكل. بالإضافة لذلك، فإن التفاعل بين الأشعة فوق البنفسجية في الشمس والأشياء البلاستيكية يحدث مشاكل أخرى؛ إذ تتفتّت إلى جزيئات أصغر تسمى "الميكروبلاستيك"، والتي قد تكون ضارة جدًا بالحياة البرية والسلسلة الغذائية البشرية عند استهلاكها.

بالإضافة للآثار البيئية المدمرة، تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة بين استخدام المنتجات البلاستيكية والصحة العامة للإنسان. وجدت دراسة نشرت في مجلة "إنفيرومنتال هازاردس" [1] أنه يوجد مستويات مرتفعة من مركبات الفينول الايثيلينية (BPA) والكلوراتد بنزينات ديphenylmethane (CPBs) في الدم لدى الأفراد الذين يستخدمون منتجات مصنوعة جزئيًّا أو كليًّا من مواد بوليمرية بلاستيكيّة. هذه المركبات مرتبطة بانخفاض مستوى الخصوبة لدى الرجال والنساء، بالإضافة لأمراض القلب والدماغ المختلفة حسب بعض النظريات العلميّة الحالية.[2] كما ذكرت منظمة الصحة العالمية ([WHO]) احتمال ارتباط التعرض للمواد البلوريّة المُستَخدَمة صناعياً بطريقة يومية بالإصابة بأنواع السرطان وأمراض الجهاز الهضمي والعصبي الأخرى.

ومن الناحية الاقتصادية أيضا تكبد العالم خسائر كبيرة نتيجة لتكاليف تنظيف وتخلص النفايات البلاستيكية. فقد قدر الاتحاد الأوروبي مصاريفه السنوية المرتبطة بمكافحة تلوث بحر إيجة وحده بحوالي ملياري يورو سنة ٢٠١٨ وحدها! وهذا يدعو جميع الدول والشركات باتخاذ إجراءات فورية لتقليل الاعتماد على المواد البلاستيكية ذات الاستخدام الواحد وإدخال حلول بديلة صديقة للبيئة وداعمة لاستدامتها عالمياً .

وفي ختام حديثنا حول ضرر الأكياس البلاستيكية وما ينتج عنها من مخاطر تهديد للكرة الأرضية وعمرانها ، نجد انه ليس مجرد قضية تصنيع واستهلاك فرديين بل هي مسؤوليتنا المجتمعية والجماعية نحو وضع قوانين تنظيميه ومعايير أخلاقية جديدة تساهم بإحداث تغيير حقيقي تجاه انتقال مجتمعينا للعصر الأخضر الموفر لموارد الطبيعة وللسلالات الآدميه للحاضر والمقبل.. فنحن هنا لنحافظ سوياً علي ثراء تنوع الحياة وفردوس أرض الربيع الخالد !

مراجع:

[1] Journal of Environmental Hazards, Vol. 84, pp. 77–87, DOI: 10.1016/j.jenvhaz.2015.02.019

[2] American Association for the Advancement of Science (AAAS), Press release, April 12th, 2016


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات