في إحدى المدن القديمة، عاش أبو القاسم الطنبوري حياة بسيطة كموسيقي متجول. وفي يومٍ من الأيام، تعثر حظه عندما وجد قاضي المدينة نفسه بدون حذائه بعد زيارة للحمام العام بينما كان أبو القاسم يلعب طبلته خارج المكان. اعتُبرت هذه الحادثة بداية لسلسلة من الفضائح والمغامرات التي جعلت الحذاء حديث المدينة.
بدأت المأساة عندما اتهم القاضي خطأً أبو القاسم بسرقة حذائه. دون دليل واضح، أمر القاضي بحبس الموسيقي وحجز أمواله كغرامة مؤقتة. ومع ذلك، تبين لاحقًا أن الحذاء قد انتقل عبر مجموعة غير متوقعة من الشخصيات والأحداث. فقد غرق الحذاء في نهر دجلة أثناء صيده بواسطة الصيادين الذين تركوه بالخطأ عند عودتهم إلى منزل أبي القاسم.
لحظة أخرى من الكوميديا المأساوية حدثت حين حاول أبو القاسم التخلص من الحذاء العائد إليه بشكل ظاهري، لكنّه وصل صدفةً إلى غرفة نوم تمتلك زجاجات حساسة للمياه والعطور مما أدى لتكسيرها وتلفها. قاد هذا الحدث لأتهامه مجددًا أمام وليّ الأمر وهكذا استمرت الدائرة الشريرة.
بعد عدة مرات خلف القضبان وإصدار العقوبات المالية المتكررة، قرر أبو القاسم تقديم حل مختلف تمامًا للقضية - طلب رسميًا "الطلاق" بينه وبين ذاك الحذاء أمام السلطات القانونية المحلية! لقد أراد التأكد قانونياً بأن كل المشاكل المستقبلية المرتبطة بالحذاء لن تكون مسؤوليته الشخصية أبداً مرة أخرى.
بينما تجمع الجمهور الاستماع لهذه القضية المثيرة للغرابة, ضحك الجميع بصوت عالٍ عند سماعهما للدفاع الأخلاقي والفلسفي حول عدم ارتباط مصيره بهذا الشيء البسيط رغم تأثيره الكبير عليه وعلى الآخرين بطريق الخطأ. وانتهى مجلس الحكم بالتأكيد على حقوق الأفراد ضد الظروف المؤسفة التي يمكن أن تحدث بسبب عوامل خارجية تبدو صغيرة ولكن لها تداعيات كبيرة وغير متوقعة كما حدث مع حذاء أبو القاسم الملعون حسب وصفه الخاص !