سهيل، المعروف أيضًا باسم كانيبوس، هو ثاني ألمع نجم في سماء الليل خلف الشعرى اليمانية. ينتمي هذا العملاق الأبيض المصفر إلى كوكبة القاعدة ويقع في الجزء السفلي من الكرة الأرضية. لذلك فهو غير مرئي بالنسبة لأغلبية سكان الدول الأوروبية ومعظم مناطق الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء المناطق الواقعة جنوبيًا. لايمكن رؤيته فوق خط عرض 37 درجة شمالاً.
كانوبوس ليس مجرد نجماً عادياً؛ إنه أحد أكثر الأجرام سماكةً وضوءاً مقارنة بالنجم الشمسي، حيث تُقدّر برياضته حوالي 12,000 ضعف سطوع الشمس حسب قياسات قام بها القمر الصناعي هيباركوس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية خلال تسعينيات القرن الماضي. لقد لعب دور حيوي ومهم في التاريخ الفلكي والتكنولوجي للإنسانية.
في العام ١٩٧٤، واجهت المركبة الفضائية "مارينر 10"، التي كانت ضمن مهمتها الاستكشافية لعطارد، تحدٍ حين اختلط الأمر عليها فيما يتعلق بالتفريق بين نجم كانوبوس ونجم مشابه بالسطة البصرية أثناء رحلتها عبر نظام شمسي شاسع الازدحام بالأجسام الجرمية المختلفة الشكل والحجم. رغم ذلك فإن قدرة الإنسان المتجددة جعلت منه قادرًا على تطوير حلول للتحديات الدقيقة كهذه، مما مكّن المهمة من تحقيق هدفها النهائي بنجاح.
إن فهم مدارات وتوقيت ظهورات النجوم مثل سهيل يساعد البشر على التنقل داخل فضائنا الكبير الغامض والمجهول جزئياً حتى اليوم!