يُطلق عليه عدة تسميات مثل "اللومي"أو "الليمون المجفف"، لكن هدف واحد يوحد كل هذه الأنواع، وهو تحقيق طعم استثنائي ولذيذ خاص بالنكهة العربية، مع التركيز بشكل كبير في دول الخليج العربي. يعود تاريخ استخدام الليمون الأسود إلى آلاف السنين، وهو جزء محوري من المطبخ الشرقي التقليدي، سواء كان ذلك لتحضير المقبلات الشهية أو إضافة لمسة فريدة للأطباق الرئيسية.
عملية تصنيع الليمون الأسود تبدأ بالحصاد المبكر للليمون الأخضر غير الناضج تماماً. يتم قطفه عندما يكون حجمه بحجم كرة الجولف تقريباً. بعد القطاف، تمر العملية بثلاث مراحل رئيسية:
- الغليان: يأتي أول خطوة بوضع الليمون الطازج في الماء المغلي لمدة تتراوح بين ساعتين وثلاثة ساعات حتى يشهد تغييراً واضحاً في قوامه ويتحول إلى لون أصفر شاحب. هنا، يساعد الضغط الحراري على زيادة تركيز الأحماض الطبيعية داخل الثمرة وتحضيرها للمراحل القادمة.
- التجفيف: بمجرد الانتهاء من عملية الغليان، تنقل ثمار الليمون مباشرةً تحت الشمس لتبدأ مرحلة التجفيف. قد تستغرق هذه الفترة مدة طويلة نسبياً بناءً على مدى توفر ضوء الشمس ومستواه. أثناء هذا الوقت، تفقد ثمار الليمون رطوبتها وبالتالي تخفض وزنها بشكل ملحوظ بينما تأخذ لون بني عميق قبل الوصول النهائي إلى الدرجة الداكنة الخاصة بالليمون الأسود.
- التجفيف النهائي: عقب الحصول على اللون والبنية المرغوب فيها، ترسل ثمار الليمون لمرحلة نهائية للتجفيف الداخلية باستخدام معدات خاصة أو عبر وضعها ضمن أماكن ذات تهوية جيدة بعيداً عن الرطوبة والحرارة الزائدة لفترة زمنية أقل بكثير مقارنة بالتجفيف الشمسي. يؤدي هذا الفصل الأخير إلى إزالة معظم المياه المتبقية وتعزيز نكهة الليمون المكثفة والمميزة.
هذه الرحلة المعقدة تنتج منتجاً ذا جاذبية غذائية وعطرية عالية يستخدم كمكون أساسي في مختلف الوصفات الشرقية بما فيها السلطات والأطعمة المقرمشة والتوابل المنزلية المصنوعة يدوياً. إن العمليات الدقيقة لصناعة الليمون الأسود تعكس ليس فقط التقليد الراسخ لهذه الفاكهة بل أيضاً المهارة والإبداع الذي يرجع لبراعة الفنانين القدامى الذين كانوا وراء تطوير طرق طهي ممتازة مازالت مستمرة حتى يومنا هذا.
