تشير نظرية التفكير إلى مجموعة من الفرضيات والمبادئ التي توفر إطارًا لفهم كيفية تشكل أفكارنا واتخاذ القرارات والسلوكيات. داخل مجال علم النفس التربوي، هناك عدة مدارس تفكرية رئيسية تقدم وجهات نظر مختلفة حول طبيعة التفكير وعلاقتها بالتطور الشخصي والسلوكي. سنستعرض هنا أهم ثلاث نظريات تفكير وهي: السلوكية، والمعرفية، والإنسانية.
النظرية السلوكية:
وفقًا للنظرة السلوكية، فإن التفكير ليس أكثر من مجرد ردود فعل متعلم عليها نشأت بسبب محفزات خارجية. يؤكد هذا الاتجاه على دور المدرب أو المُصمم التعليمي في خلق بيئة تعليمية مشجعة مليئة بالمحفزات التي تدفع نحو تحقيق نتائج سلوكية مرغوبة. اكتسبت التجربة الكلاسيكية لبافلوف مع كلبه شهرتها الواسعة عندما لاحظ كيف يلعب الصوت (محفز) دوراً هاماً في تحديد سلوك الكلب (الإفراز اللساني). وبذلك، يمكن القول بأن التجارب الارتباطية مثل تلك تعد جزءً أساسياً من المفاهيم السلوكية لتعزيز عمليات اتخاذ القرار.
النظرية المعرفية:
تركز النظرية المعرفية التركيز الكبير على الدور الرئيسي الذي تلعبه الأفكار في تشكيل السلوك والأحاسيس البشرية. تعتمد رؤية المعرفة على مفهوم معالجة المعلومات والذي يقارنه البعض بالعمليات الداخلية للجهاز الحاسوبي أثناء تنفيذ مهماته اليومية. ومع ذلك، تختلف وجهة نظر المعرفة تمام الاختلاف عما تؤمن به مدرسة السلوكية؛ فهي ترى أن البساطة الزائدة والقصور لدى المدارس الأخرى في شرح وتعقيد العمليات العقلية المتنوعة لدى الإنسان قد أدى إليها ابتكار نهج جديد يسمح بتقديم حلول أكثر شمولاً ودقة لتحليل وتحسين الاستيعاب الفكري للأفراد. يقوم معلمو النظام العقلي بإعداد سيناريوهات تعلم واقعية تساهم بصورة مباشرة في تطوير المهارات المعرفية الجسدية للعاملين تحت رعايتهم.
النظرية الإنسانية:
تمثل الذروة التحويلية لنظرية التفكير فيما يعرف بالنظرية الانسانوية والتي تقوم على الاعتقاد بأن القدرات العقلانية للإنسان لها أهميتها القصوى خاصة حين ننظر لأمر اخلاقي أو فنوني . يسعى رواد الفلسفة الأنثروبولوجيا إلى تبني نظام معرفي يساعد الأشخاص على اكتساب مهارات استقلاليّة وحافز داخلي قوي مما يخلق حالة ذهنيه تكمن قدرته المنشودة تتمثل بعدم الاعتماد مطلوب اذ يكون قادرآ علي التعلم بنفسيه واستقلالیه . تتضمن النظريه الانسانفيه اضافة لمناهجه النموذجيه عناصر خارجيه لصالح العالم الطبيعي كتطبيقات عملية لرعايه وصون خيارات مردوده المستقبليه بكفاءه وكفايه لاستعمال موارد طبيعيه محدوده والاستفاده منها بطرق مرتبة ومتوازنة للاستخدام الدوري بدون الاخلال باستدامتها عبر الاجيال المختلفه .