تعتبر اللغة السومرية واحدة من الأقدم وأكثر اللغات غرابة وفخامة بين كل اللغات التي عرفها البشر حتى الآن. نشأت هذه اللغة في منطقة بلاد ما بين النهرين، والتي تضم حالياً العراق وشرق سوريا، منذ حوالي 5500 سنة قبل الميلاد تقريباً، مما يجعلها أحد أكثر اللغات عمرًا معروفة للإنسانية.

كانت سومر الباب للمعرفة الإنسانية الأولى، فهي موطن أول المدن والبنية الاجتماعية المعقدة والأدب والنصوص المكتوبة. رغم عدم وجود دليل مباشر يشير إلى متحدثي اللغة السومرية حول كيفية نطق كلماتها بدقة بسبب الطابع الكتابي لها فقط، إلا أن العديد من العلماء يستدلون من خلال دراسة النصوص القديمة لتكوين تقديراتهم الخاصة لكيفية نطق تلك الجمل والعبارات.

السومرية ليست مجرد مجموعة من الكلمات؛ إنها انعكاس للحياة اليومية والتقاليد الثقافية والحكمة الفلسفية لأول مجتمع بشري استقر وتطور بطريقة منظمة. وبفضل جهود علماء الآثار والمعجميين، أصبح بإمكاننا الآن فك تشفير بعض القطع الغامضة لهذه اللغة الرائعة واستعادة جزء صغير مما فقدته الحضارات عبر الزمن.

بالإضافة إلى أهميتها الأثرية والثقافية، تحمل السومرية دلالات لغوية عميقة أيضاً. تعتبر ذات جذور عربية قريبة جداً، وتمثل خطوة هائلة نحو فهم كلمات مثل "الألفاظ"، و"الفعل"، وحتى شكل الأدوات المستخدمة في كتابة النصوص القديمة. إن تاريخ اللغة السومرية ليس مجرد سرد لحروف وكلمات بائدة، ولكنه قصة لازالت تلهم الباحثين والمترجمين لاستخلاص أسرار جديدة منها حتى يومنا هذا.