ملخص النقاش:
تناولت محادثتهم مسألة جدلية تخص قدرة البشر على نسج فلسفة جديدة تعترض طريق الهوية الدينية والفلسفية التقليدية. بدأ زميلنا زاكري المسعودي بالقول بأنه بينما تسعى الفلسفة نحو تحقيق عمقٍ أكبر في الفهم الذاتي والكوني، فهي ليست مجرد انعكاس لأفكار الماضي. ومن المهم أن تبقى مخلّصة للقيم الإنسانية الأساسية كالعدالة والرحمة والسعي للحقيقة.
الصديقة أفراح بن شريف رددت مشاعر مماثلة لكنها أشارت أيضاً إلى أن أي محاولة لإنشاء نظام فلسفي جديد لن تستطيع الاستغناء تماما عن تأثير السياقات الدينية وثقافية السابقة. فالتركيبة الأخلاقية البشريه غالبا ما تعتمد على المؤسسات الدينية والتراث الثقافي. وبالتالي، قال رضا الصمدي إنه من اللازم ربط هذا الإبداع الفلسفي بالأصول الأخلاقية والدينية حتى يتمكن من تجنب الاضطراب الأخلاقي وغموض الهوية الشخصية.
أما صديقنا لطفي الدين القروي فأوضح أنه رغم إدراكه لبُعدِ بعض الأمور الدنيَّة المُبتكرة عكس الآراء التقليدية، إلا أنه يرى أن هذه المفاهيم المنتجة حديثًا تعد جزءا طبيعياً ومتوقعاً من العملية الفلسفية التطورية والتي تحتفظ بجوانب قيم الإنسان الأصلية أثناء مواجهة التحولات المجتمعية العلمية.
وفي النهاية، أعادت أفراح بن شريف طرح وجهة نظر لطفي حيث اقترحت إعادة تفسير وتكييف التصورات القديمة وفق ظروف الحياة الحالية دون تعطيل المقومات الأساسية لقيمankind العالمية.