تشكل مكة المكرمة جوهرة ثمينة في قلب العالم الإسلامي، مما منحها أهمية تاريخية ودينية فريدة. تقع هذه المدينة المباركة في وسط شبه الجزيرة العربية، وهو ما مكّنها من أن تكون رابطة حيوية تربط المناطق المختلفة بشبكة تجارية وثقافية واسعة. لم يكن الموقع المركزي لهذه المدينة مجرد ظرف جغرافي، بل كان رسالة واضحة من الله تعالى باعتباره المكان المناسب لإقامة الكعبة المشرفة، التي تجمع المسلمين حول هدف واحد هو عبادة الله سبحانه وتعالى.
إن مكانة مكة المقدسة ليست فقط بسبب كونها مهد الرسالة المحمدية ونقطة انطلاق الدعوة الإسلامية، ولكن أيضًا لأنها تشهد مضاعفة الأجر والثواب لكل عمل صالح يتم داخل حدودها الحميمية. يقول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "الصلاة في مسجدنا هذا خيرٌ من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام". وهذا يعني أن أداء الصلوات هنا يجلب ثواباً يفوق كثيراً تلك المكتسبة خارج حدود مدينة الملاذ الآمن.
كما لعب موقع مكة دورًا حيويًا في دعم الاقتصاد والتبادلات التجارية القديمة. فقد كانت ملتقى لقوافل التجارة المتجهة بين اليمن والشام. وكانت قريش واحدة من أكثر المجتمعات نجاحاً اقتصادياً في المنطقة وذلك بفضل موقع مكة الاستراتيجي الذي سهّل عليهم التواصل مع مناطق الداخل وشواطئ الخليج العربي الغنية بالأسواق.
بالإضافة إلى أهميتها الجغرافية والتجارية، تعتبر مكة مركزاً ثقافياً وعلمياً بارزاً. لقد نشأت فيها مدارس ومعاهد أكاديمية اشترك في تمويلها أثرياء وكبار الشخصيات خلال القرون الماضية. وكان للحرم الشريف تأثير كبير كمدرسة جامعية شهد خروج عدد هائل من علماء الدين والمفكرين البارزين ممن تأثروا بفقه صحابة رسول الله المبكرة وأتباعهم القديسين. أسرتان شهيرتان هما بني النويري وبني الظاهر قد برزا بصورة ملحوظة من الناحية الأكاديمية، حيث قدم ابن هداية الله بن عبد الواهب النويري وابنه الشيخ أبو القاسم مؤلفاتهما الشهيرة بما فيها كتاب "النهاية" والذي يعد مرجعا رئيسيا للأدب والفلسفة والقانون المدني وغيرها الكثير. أما بالنسبة لبني ظهير فهم أيضا معروفون بتراثهم المعرفي الغني مثل المؤلف التاريخي محمد بن محمد ظهير والإمام والباحث الدكتور محمد غاراللهظهر ولذلك فإن إرثهما الثقافي يشكل جزءا أساسيا من التراث الفكري العام للحضارة الإنسانية جمعاء .
وفي النهاية، تعد منزلة مكة المرتفعة لدى المسلمين وفضائلها العديدة دليلاً واضحاً على اختيار الرب الإلهي العظيم لها كي تكون ملاذا آمنا وموئلا لعوام المؤمنين وجهة للعابدين وصرحاً شامخاً للإيمان العالمي الموحد, فهو المنزل الروحي للنبي المصطفى, سيدنا محمد صلوات رب العالمين عليه وعلى آله الاطهار اجمعين ،حيث ظهر نورالانبياء ويبعثالداعي الي سواء السبيل وفيه تنزل اول جبريل الرحيم كتبة القران العزيز المقسم المبين ,وقد قرن الله ذ كرها بالحج والعمرة وانزال السلام عليها ,فقد اشار الى ازدبارالقاصدين والمقيمين علي ارضه الطاهرة ورغبتهم بان يقابلوا بالعطف والتواد واتباع سنة نبينا محمد سوء الرجال ام النساء واولادهما واستقرار نفوس البشر وسكينتهم حين الوصول اليه وحمل الاماني بالنيات الصادقة عند المغادرة منه وبعد الوفاة والدفن فيه طلبا لرخص الاجر وتحقيق الرجاء بالنظر لاحوال اهل النار والاستماع لدعوت المؤمنيين لهم مقابل مواقفهم السابقة اثناء الحياة وبعد الممات فان حقائق الاحكام الشرعية مبينه لاتقبل الزيادة والنقصان حسب السياقات الموضوعية المستخلصة من النصوص الكتاب والسنة الثابتة الثابتتين لاغير