في سياق قصة سيدنا يوسف عليه السلام، والتي روتها القرآن الكريم بتفاصيل مؤثرة ومثيرة للتفكير، فإن الشخصية التي لعبت دور "امرأة العزيز" هي زليخا بنت عازر. كانت زوجة زوجة فرعون مصر آنذاك وعاشقة لسيدنا يوسف الشاب الوسيم حين كان تحت رعايتهم في منزل أبيها.
رواية القصص القرآنيّة تُظهر مدى جمال وصفات الأخلاق الحميدة لدى رسولنا الأعظم يوسف -عليه السلام-. لقد نما وسط أسرة نبيلة وأصبح محبوبًا لعائلة أهل البيت الذين تبنوه منذ الصغر. وبينما يكبر ويبلغ مرحلة الشباب والعشق الصادق للحياة والفضائل، تجذب جماله وتقديسه لله انتباه تلك المرأة الفاسدة المتعطشة للأوهام والكوارث.
في ذروة القوة والنفوذ السياسي والثروة المالية، لم تستطع امرأة العزيز مقاومة جاذبية هذا الرجل النبيل الطاهر قلبُه ونقاء عزمه غير المنحرفين مطلقًا؛ مما جعل محاولة اغوائه لها لغزًا مثيرًا للاهتمام وحالة فريدة من نوعها داخل دراسة الطبائع الإنسانية وسلوكيات النفوس المريضة.
لقد ظلت زليخا تقاوم مغريات الدنيا لسنوات عددا قبل مواجهة مصيرها المؤلم بعد فضح مكائدها وكشف مخططاتها الشريرة ضد شخص طاهر مثل النبي يوسف -عليه السلام-. وعلى الرغم من وجود العديد من المحاولات لإيقاع شبابه وتمثيل درامي للدعارة وما صاحب ذلك الأمر من تدخل مباشر منها باستخدام جميع وسائل الإغواء والحيل الباطنية والمادية، إلا أنه تمسك بحزم برفض اقتراحات التواصل البديل الشهوانية لديه بشكل واضح وصريح قائلاً:" إنِّي احترزت عنها".
وبفضل توكل النبي إلى رب العالمين وعدم الانكسار لأجل الملذَّات الزائفة والأماني الوهمية، نجح الحبيب المصطفى في تجنب خطايا الفساد وتحقيق مكانة عالية بين الناس لاحقا حسب تقدير الحق والخالق الواحد جل جلاله وعظم قدرته ولطف حكمته الشاملة لكل صغيرة وكبيرة بلا استثناء!