بعد وفاة الإنسان، تبدأ عملية معقدة ومتعددة المراحل تُعرف بتحلل الجسم البشري. هذه العملية طبيعية ومخططة بيولوجياً، وهي جزء أساسي من دورة الحياة والموت. تتضمن مراحل التحلل تغييرات كيميائية وفيزيائية تؤدي إلى تفكيك وتدهور بنية الجسم.
في المرحلة الأولى، والتي تعرف باسم "مرحلة التفكك"، يحدث تغيراً سريعاً في درجة حرارة الجسم، مما يؤدي إلى تبريد الجسم (البرد بعد الموت). ثم يبدأ العرق والجسم الفاتح بالتحلل بسبب عمل البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي على سطح الجلد والأنسجة الرخوة الأخرى. خلال هذا الوقت، قد يحدث أيضاً نفث الدم والسوائل الأخرى خارج تجويف الصدر والحوض.
ثم تأتي مرحلة ما يعرف بـ "التفسخ". هنا، تتطور الزواحف والبكتيريا بشكل مكثف داخل الجسم، مما يتسبب في انتفاخها وظهور رائحة كريهة. يمكن لهذه المرحلة أن تستمر لأيام حتى أسابيع اعتماداً على البيئة والعوامل البيئيّة مثل الحرارة والرطوبة.
مع تقدم عملية التحلل، تدخل المادة المتحللة في حالة تسمى "الكولاجين"، حيث يتم تكسير الخلايا والأنسجة بشكل كبير بواسطة البكتيريا والفطريات وغيرها من الكائنات الدقيقة. في نهاية المطاف، تصبح المواد المتبقية رمال غنية بالعناصر الغذائية التي تعود بالنفع على النظام الإيكولوجي.
هذه العمليات ليست فقط نتيجة للطبيعة الفيزيائية والكيميائية للجسم ولكن أيضا للتفاعلات المعقدة بين العديد من الأنواع المختلفة من الكائنات الحية الصغيرة التي تختار جسم الإنسان كمصدر غذائي لها. إنها حقا دورة حياة عجيبة ومعقدة تحدث خلف أبواب مغلقة غالباً ما تكون غير مرئية للعين المجردة.