حقل الغوار هو أحد أهم مصادر الاقتصاد السعودي والعالمي، وموقع هذا الحقل الكبير يقع تحديدًا في جنوب مدينة الظهران، غرب مدينة الهفوف بالمملكة العربية السعودية. اكتُشف لأول مرة جزء منه في منطقة عين دار سنة 1948م، ثم بدأ البحث المكثف عنه في منطقة الربع الخالي عام 1950م. وتقدر احتياطيات حقل الغوار بحوالي 70 مليار برميل من النفط، مما يعادل تقريبًا مجموع الاحتياطات النفطية المؤكدة في سبع دول أخرى.
يشغل حقل الغوار مساحة واسعة تغطي أكثر من دولة لبنان، ويتميز بإنتاجيته الفائقة بسبب عدة عوامل جيولوجية فريدة مثل المسامية العالية والصخرانية الواسعة لطبقات الخزان، وهي خصائص تحافظ على تدفق النفط بكفاءة عالية. وبفضل هذه القدرات الإنتاجية الاستثنائية، يساهم حقل الغوار في تأمين حوالي 60% من إنتاج المملكة العربية السعودية من النفط الخام يوميًا، بالإضافة إلى نحو 6% من الإمدادات العالمية للنفط و15% من إنتاج منظمة الدول المصدرة للبترول (أوبيك). علاوة على ذلك، ينتج الحقل أيضًا كميات كبيرة من الغاز الطبيعي بما يصل إلى حوالي 70,792 متر مكعب كل يوم.
وعلى الجانب الآخر، تمتلك المملكة العربية السعودية ثروة هائلة من موارد النفط التقليدية، حيث تشير الأرقام الرسمية إلى احتياطات محتملة تصل إلى 266,455 مليار برميل. رغم هذا الرقم المهول، إلا أنها ليست الأولى عالميًا فيما يتعلق بالإنتاج النفطي، حيث تتقدم عليها فنزويلا حالياً. ومع ذلك، هناك توقعات بأن قدرات البلاد المتزايدة لاستكشاف المزيد من الحقول النفطية يمكن أن ترفع موقعها الدولي كلاعب رئيسي في سوق الطاقة الدولية مستقبلاً. وتعزز تلك التوقعات تقديرات هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية حول وجود أكثر من 100 ألف مليار برميل غير مكتشف من النفط مخبأة تحت رمال صحرائها الشاسعة.
تبرز أهمية حقل الغوار ليس فقط لما يحمله من ثروات طبيعية ولكن أيضاً لدوره الحيوي في دعم اقتصاد الوطن وتوفير فرص العمل ودفع عجلة التنمية المستدامة داخل المجتمع المحلي وخارجه عبر صادراته الضخمة لمختلف أسواق العالم.