في عمق تاريخ المملكة العربية السعودية الغني, تتجول بنا الأيام إلى عصور ما قبل الإسلام لتستعرض لنا فئة ذات مكانة خاصة وهي "الأشراف". هذه الطبقة التي كانت ت願身ها في قلب الحرمين الشريفين - مكّة المكرمة -. تعكس وجودها أهميتها الدينية والاجتماعية العميقة في الثقافة الإسلامية.

تُعتبر قبيلة قريش الأم لأبناء الأشراف الذين يرتبطون نسباً بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم. يُعرف هؤلاء بأنهم أحفاد عبد مناف بن قصي، وهو أحد سلالات قريش الأصلية. وقد برز دورهم بشكل كبير خلال العصر الجاهلي والعهد النبوي والإسلامي المبكر.

كان للأشراف تأثير واضح في عمليات إدارة المدينة المقدسة وممارسة الشعائر الدينية. بالإضافة لذلك، لعبوا دوراً محورياً كأحد القوى الرئيسية التي تدعم الحكم والتوجيه السياسي للمدينة. حتى بعد الهجرة النبوية وإعلان الدولة الإسلامية، ظل لقب الأشراف يحمل معاني الرفعة والمقدرة بين أبناء المجتمع حتى يومنا هذا.

مع مرور الوقت وتغير الظروف الاجتماعية والسياسية، خفت وهج نفوذ الأشراف التقليدي شيئا فشيئا لكن حضورهم يبقى رمزا للتراث الثقافي والأخلاقي للشعب السعودي. وبالتالي فإن دراستهم توفر نظرة ثاقبة حول كيفية تشكل البنية الاجتماعية والدور المتطور للعائلة المالكة داخل إطار الدين الإسلامي والحكم الفيدرالي للبلاد.