عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية القرشي الأموي، هو الثالث بين الخلفاء الأربعة الذين عُرفوا بالراشدين في التاريخ الإسلامي. ولد قبل البعثة النبوية بخمس سنوات تقريبًا وكان أحد أول المبشرين بالإسلام. يعدّ عثمان أحد الصحابة الذين أسلموا مبكرًا بعد أبو بكر وعمر، وقد شهد جميع الغزوات والملاحم مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا غزوة بدر بسبب مرض أصابه حينها.
استمرت خلافته حوالي اثنتي عشرة سنة، وهي فترة زاوج فيها بين الحزم والحكمة. فقد اتسمت فترة حكمه بتوسيع رقعة الدولة الإسلامية بشكل ملحوظ، ففي عهده وصلت جيوش المسلمين إلى بلاد فارس والشام ومصر وغيرها الكثير مما كان تحت سيطرة الفرس والروم آنذاك. كما قام بتأسيس دار للكتابة لتوحيد نسخ القرآن الكريم وتوزيعها حول العالم الإسلامي.
ومن أهم إنجازاته أيضًا، بناء الجسور العظيمة مثل جسري دجلة والفرات والتي كانت لها دور كبير في نقل الإمدادات والتجهيزات للجيش المغوار. بالإضافة لذلك، اهتم عثمان كثيرًا بحقوق النساء والأطفال اليتامى والعجزة والمعاقين من خلال تنظيم نظام اجتماعي يضمن لهم حياة كريمة.
وفي نهاية حياته القصيرة نسبياً مقارنة بحكمه الطويل، تعرض لتآمر مجموعة صغيرة أدى لاستشهاده وهو يدافع عن دينه ووطنه وصاحب رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وهذا يؤكد مدى إيمانه العميق برسالة الإسلام وأهميتها بالنسبة له وللأمة جمعاء. ترك عثمان وراءه إرثاً كبيراً جعل منه واحداً من أشهر الشخصيات الدينية والحضارية عبر التاريخ الإنساني برُمته.
