يعدّ التشريح البشري مادة غنية ومتنوعة، ومن بين أهم مكوناته التي تساهم في الحركة والقوة، العضلات. تنقسم هذه الأنسجة القوية إلى ثلاثة أنواع رئيسية تلعب أدواراً حاسمة في وظائف الجسم المختلفة. سنستعرض هنا بشكل مفصل خصائص كل نوع وأبرز مهامه وأثرها على الصحة العامة للجسد.
1. عضلات الهيكل العظمي (Skeletal Muscles)
تُعتبر عضلات الهيكل العظمي الأكثر شيوعا وظهورا لدى البشر؛ فهي تتواجد حول معظم عظام الجسد وتعمل كأذرع آلية تربط بينهما. يمكن التحكم بها عبر الجهاز العصبي المركزي مما يجعلها إرادية بالكامل. يتميز هذا النوع بالقدرة الفائقة على الانقباض والاسترخاء بسرعة وكفاءة عالية، وهو ما يسمح بإنجاز مجموعة واسعة من الحركات الدقيقة والكبيرة. بالإضافة لذلك، فإن بناء كتلة كبيرة لهذه العضلات يعزز القدرة الرياضية ويعطي الشكل الخارجي المنحوت للبشر.
2. العضلات القلبية (Cardiac Muscles)
تعرف أيضاً بالعضلات المستمرة لأن نبضات قلب الإنسان مستمرة طوال فترة حياته دون توقفات باستثناء حالات المرض الخطيرة جداً. تتمركز داخل الجدار الخلوي للقلب وهي مسئولة مباشرة عن ضخ الدم نحو جميع أنحاء الجسم لتحقيق عملية التنفس والإمداد بالأكسجين وغير ذلك الكثير. تمتلك خصائص فريدة تجمع بين الخصائص الإرادية وغير الإرادية للعضلتين الأخرتين؛ إذ إنها تعمل بمحرك ذاتي ولكن قابل للتوجيه جزئياً بواسطة النظام العصبي اللاإرادي. على الرغم من كونها متصلة بشبكة خاصة تسمى "النشاط الكهربائي"، إلا أنها تحتاج أيضًا لنظام غذائي صحي ودعم عام للحفاظ على قوتها ونشاطها المثاليين.
3. عضلات الملساء (Smooth Muscle Tissues)
تشغل مواقع مختلفة داخل الجهاز الدوري والمناعي والدفاع الطبيعي ضد العدوى والأمراض الأخرى المتعلقة بتنظيم درجة الحرارة وضغط الدم وحجم المعدة وغيرها العديد من الوظائف الحيوية الهامة. تتميز بخاصيتها غير الإرادية تماماً والتي تعني أنه ليس بالإمكان تغيير حالتها حال انقباضها أو استرخائها وفق الرغبة الشخصية. رغم قلة بروزها مقارنة بصديقتيها الأكبر حجماً، فإن دورها الحيوي يستحق الوقوف أمامه مليّا لتقديره حق قدره لما فيه نفع الإنسان ومصلحة وجوده الآمن والصحيح مكانياً وعلمياً وبشرياً!
