في عام ١٩٧٣ ميلادي، حقق العالم خطوة حاسمة نحو مستقبل الاتصالات الرقمية اليوم عندما قام الدكتور مارتن كوبر، المهندس الأمريكي وأحد رواد التقنيين في شركة موتولا، بإجراء أول مكالمة هاتفية عبر جهاز محمول لاسلكي صغير يمكن حملُه أثناء التنقل. وعلى الرغم من أن أفكار الاتصالات الخلوية بدأت تتبلور منذ الأربعينيات من القرن الماضي، إلا أن كوبر يظل الشخص الرائد الذي غير وجه التواصل الإنساني إلى الأبد.

ولد مارتن كوبر في ٢٦ ديسمبر/كانون الأول سنة ١٩٢٨ بمقاطعة شيكاغو الأمريكية؛ فقد نشأ وسط عائلة تكنولوجية حيث دفعت ثقافته وخبراتَه العلمية وشهاداته الجامعية -وهذا يشمل بكالوريوس وماجستير الهندسة الكهربية– للاستثمار بجهد كبير ضمن مشروع بحث وفريق تصميم طويل الأجل يؤديان لتخليق نموذج تجريبي قابل للحركة ومتوافق بتقنية "التواصل المتعدّد" الحديثة والمعروف الآن باسم الهواتف الجوالة والمحمولة وغيرها مما نستخدمه اليوم بشكل واسع ومألوف تحت أسماء مختلفة مثل الموبايلات أيضًا! وقد أثمرت جهوده وتصميماتها الفريدة لإنتاج أول منتوج إنشائي رقمي خاص بالشركة المُنتجة له آنذاك وهي مؤسسة Motorola Inc., والتي شهد لها التاريخ بأنها كانت سابقة لعصرها بحلولها مبتكرة لخطوط الدوائر الإلكترونية الثابتة سابقًا! بالإضافة لذلك فإن تاريخ انتاج هذه الآلة المسماة ``DynaTAC 8000X'' يعود لسنة ألف وتسعمائة وثمانٍ وأربعين بعد الميلاد والذي وصل سعره حين ورود أخبار تناقلتها الصحافة العالمية وقتئذ بلغ ثلاث آلاف وتسعماية وخمسة دولارات فقط!. ومع مرور الزمن, انخفض سعر ووزن الجهاز لحجمه الحالي المعتدل وكفاءته التشغيلية المضبوطة بما يناسب احتياجات الإنسان العصرية المستمرة بالتغير بتطور التقانة! وفي نهاية الأمر, أصبح لكل واحد منّا صديقا يدعى 'المحمولة' يحملونه معنا أينما ذهبنا; وكانت تلك الرحلة تحديدا بداية عصر جديد تماما باتجاه النظم الغير تقليدية التقليدية للأجهزة المنزلية والإعمال التجارية والعائلات والحياة الاجتماعية عموما... فعلى مر العقود ماضية ,استمر الحراك البشري بالحصول المزيد من الإمكانيات الشاملة للعيش اليومي عبر وسائل نقل البيانات المختلفة حتى أصبح الوصول حالياً أكثر سرعة واستخداما وأعمار مديدة لاستخدام المنتجات المنوعة ذات الصلة بطرق الربط بين الأفراد والشركات حول العالم بلا حدود ولا قيود زمنيه تقريبيا!... وبذلك يستحق الطبيب المبادر بذلك إسهاماته الفائقة تقديرا ورعاية دائمين لما تركته لنا نتائج نظرياته العبقرية وطابع تفرده وجودة أدائه الاحترافية خارجه وصفوف المؤسسات الأكاديمية العريقة داخلها أيضا !