تقع فلسطين في القلب الاستراتيجي للشرق الأدنى، حيث تشغل موقعًا مميزًا بين الشرق والغرب، مما جعل منها جسراً حيويًا عبر التاريخ. تمتد البلاد بطولٍ يصل إلى نحو 27,000 كيلومتر مربع، ولعل أكثر ما يميزها هو موقعها الجغرافي الفريد وسط مجموعة من التضاريس المتنوعة بدءًا من سهول شاسعة وشواطئ بحرية خلابة مرورًا بجبال شاهقة تتخللها الأودية الغنية ونهر الأردن الشهير وانتهاءً بالنقب الصحراوي الواسع. هذا التنوع البيئي والتاريخي يعكس غنى ثقافي وإنساني عميق جذوره في القدم ومعاصرته للحاضر بكل تحدياته وآفاقه الجديدة.
تشترك فلسطين في حدودها البرية مع عدة دول مجاورة بما فيها مصر والأردن ولبنان وسوريا. هذه العلاقات الجغرافية السياسية تعزز مكانة فلسطين كمحور هام للأحداث الإقليمية العالمية. فيما يتعلق بالمناخ، يمكن وصف جو فلسطين بأنه معتدل بحسب المعايير العامة لكن الظروف المحلية قد تختلف بناءً على الموقع داخل الدولة. فعلى سبيل المثال، مناطق الساحل تميل لكونها أكثر اعتدالا بينما تكبح درجات الحرارة في المناطق الداخلية نتيجة لقربها من صحاري سيناء والنقب. يلعب الوضع الفلكي لكل نقطة أيضًا دور بارز في تحديد درجة حرارتها وهطول أمطارها سنوياً.
تنقسم الأرض الفلسطينية لتشكيلات جيولوجية متعددة مثل السهول الساحلية والجبال ذات الطابع الجليدي سابقاً بالإضافة لأحواض الوادي العملاقة الغادرة والتي تغذيها منابع نهري الأردن والبحر الميت - الأخير يعد أحد أقل نقط فوق سطح البحر مستوى عالميا - وكذلك أشهر محمية طبيعية هي واحة وادي عربة بمواردها الطبيعية الغنية والمعادن الهامة. إن جمال الطبيعة هناك ليس مجرد مشهد جمالي بل مصدر رزق وعيش لكثير من السكان الذين يستمدون حياتهم اليومية منه سواء بإدارة مزارعهم الخاصة أو إدارة المواشي والحياة البرية الأخرى الموجودة بكثرة هنا.
هذه اللمحة السريعة لفلسطين تعرض فقط جزء بسيط من ثرائها الثقافي والمادي والتاريخي العميق والذي يحتاج لاستكشاف أعمق وأكثر تفصيلا للحصول عليه حقّه كاملاً.