أصول تسمية سلطنة عُمان: رحلة عبر التاريخ والحكمة القديمة

تتمتع سلطنة عُمان بتاريخ غني يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، وقد ارتبط اسمها بمجموعة متنوعة من الروايات والتقاليد التي تشير إلى أسباب مختلفة لتسميتها بذل

تتمتع سلطنة عُمان بتاريخ غني يمتد لأكثر من خمسة آلاف سنة، وقد ارتبط اسمها بمجموعة متنوعة من الروايات والتقاليد التي تشير إلى أسباب مختلفة لتسميتها بذلك اللقب الفريد. يعود أصل هذا الاسم الرائع إلى العصور الجاهلية عندما كانت المنطقة معروفة باسم "عمّان"، مما يعني "المنطقة المرتفعة". ومع ذلك، فإن التحول إلى "عمان" جاء لاحقاً نتيجة للتغيرات الثقافية والجغرافية عبر القرون.

في الأدب القديم والشعر العربي، يُشار إلى عمان بشكل متكرر كرمز للقوة والعزة والاستقلال. فالشاعر امرؤ القيس يقول في إحدى قصائده الشهيرة: "فَعَمَّنٍ إذا مالَ النَسيمُ مِن قَرِيبِ/ لَبِسَ شُموسَهُ وَالقَيظُ مُغْتاضِبٌ". هنا، يستخدم الشاعر مصطلح "عمّان" للإشارة إلى قوة ومكانة المملكة العربية الجنوبية آنذاك. كما ورد ذكر عمان أيضاً في القرآن الكريم ضمن الآيات المتعلقة بتوزيع الكواكب في السماء ("وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ كِرَامًا كاتِبِينَ يَعْلَمُونَمَا تَفْعَلُون"). وفي هذه السياقات الدينية والثقافية المختلفة نجد تأكيداً على أهمية وعظمة الحضارة العمانية منذ القدم وحتى وقتنا الحالي.

بالإضافة لذلك، يشير بعض المؤرخين إلى دور موقع البلاد الاستراتيجي المحوري بين الشرق الأوسط وأوروبا وآسيا كمحدد مهم لإعطائها هذا الاسم البديع. فقد ساعد الموقع الواقع في الطرف الشرقي لشبه الجزيرة العربية ودوره كممر بري وبحري حيوي بين البحر الأحمر والخليج العربي في ترسيخ مكانتها كمحور تجاري هام ومنطلق حضاري بارز. ويبدو واضحاً كيف ساهم كل هذه العوامل مجتمعة - سواء كان تاريخياً أم جغرافياً أم ثقافياً– في إكساب منطقة عمّان/عمان هويتها الأقوى وتأسيس سمعتها العالمية حتى يومنا هذا.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات